(( 19 ))
. 476 *العام
بعد أن أنهى الزبير أولى خطوتين في خطته، حان موعد الخطوة الثالثة. لقد احتاج رجل قويا
لتنفيذ خطته، وهذا الرجل هو المغيرة.
توجه الزبير إلى الفيحاء، ووصل دار المغيرة.
"أهل بك" قال المغيرة.
كان المغيرة متوسط الطول، عريض المنكبين، ضخم العضلت، قوي الجسد، وذا تعابير وجه
قاسية وحادة، وعينين قاسيتين، وعل الشعر السود الكثيف رأسه، بينما غطى شعر أسود خفيف
جانبي رأسه، وكان له شارب أسود خفيف، وغطى شعر أسود خفيف ذقنه.
ابتسم الزبير ورد: مرحبا، يا عمدة الفيحاء.
ثم أضاف: اسمي الزبير، وأنا شيخ قبائل الكثبة، وقد أتيت أحادثك في موضوع.
ابتسم المغيرة، فقد سمع بما فعله الزبير بجيش الهيجاء وكيف أدبهم، ثم قال: تفضل بالدخول.
فدخل الزبير.
ثم قال المغيرة: ارتح الن قليل، فل بد وأنك قد سافرت مسافة طويلة، وفي الليل سنتحادث.
ثم أشار المغيرة إلى أحد خدمه، فقدم إليه، فقال له: خذ ضيفنا إلى غرفة نوم الضيوف، وأكرم
ضيافته، ونفذ أي أمر يطلبه.
فأومأ الخادم برأسه موافقا، وفعل ما طلبه سيده.
وفي الليل بعد أن ارتاح الزبير، أرسل المغيرة خادما يطلبه.
فذهب الزبير مع الخادم الذي قاده إلى غرفة واسعة، اعتاد المغيرة وزوجه أن يستقبلوا فيها
الناس، وأن يعقدوا فيها الجتماعات.
حالما دخل الزبير الغرفة، استغرب من جلوس امرأة بجوار المغيرة؛ فهو لم يكن يعلم أن حورية
اعتادت أن تكون ندا لزوجها، كأنها عمدة آخر للفيحاء، بل في حقيقة المر كانت العمدة الحقيقي
لها.