laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
بعدها استدرك الزبير المسألة، واستوى من انحناءته، وقال وهو يشير إلى أمين: هذا أمين أغنى
رجل في البقاء، بل في الممالك الثلث كلها.
ثم أشار إلى زوجته سمية، وقال: وهذه زوجته سمية.
تقدم أمين وسمية، وانحنيا إجلل للملك، وقال الثنان: مرحبا، يا مولي.
فقال الملك: أهل بكما.
ثم تنحيا جانبا.
وبعدها أشار الزبير إلى المغيرة، وقال: وهذا المغيرة عمدة الفيحاء، وواحد من أقوى رجال
البقاء.
فابتسم المغيرة من ثناء الزبير عليه.
بعدها أشار الزبير إلى حورية وعرف الملك بها.
تقدم الزوجان وانحنيا، وحيّا الملك فرد عليهما التحية، ثم تنحيا جانبا.
بعدها أشار الزبير إلى سليم، وقال: وهذا الشاب هو سليم ابن القائد الخالد الهيثم.
عندما دمعت عينا الملك؛ إذ تذكر القائد الباسل الذي ضحى من أجل البقاء، فوقف احتراما
لذكرى القائد، ثم قال لسليم: اقترب مني، يا بني.
فشعر سليم كعادته بخجل عظيم، ل سيما أنه هذه المرة يحادث أهم رجل في البقاء كلها، ونظر
في الرض خجل دون حراك.
وبعد مدة توجه إليه الزبير ووضع كفه على كتفه، وشجعه: هيا، يا سليم، نفذ أمر الملك.
عندها وبينما سليم يطأطئ رأسه، جعل يقترب من الملك، ثم وقف وانحنى له، ثم أكمل طريقه
نحوه، ولما غدا قريبا منه، احتضنه الملك بقوة وضمه إليه؛ لكي يشتم رائحة صديقه الهيثم.
وفي لحظات اقتراب سليم من الملك، زاد تركيز جاسم، وتهيأ لي شيء من الممكن أن يحدث
فجأة، فهذه كانت عادته، أن يخشى على الملك حتى من أقرب المقربين له، وحتى من الشخاص
الذين ل يبدو عليهم أنهم يشكلون خطرا.
ولحظ القائد عاصم تصرفات أبيه التي حرص البن أن يتعلم منها ويقلدها.
كان خدم الملك قد وضعوا طاولة فاخرة طويلة في الغرفة، وقد علها ما لذ وطاب من الطعام
والشراب، وحولها كراسيّ فاخرة.