laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
جانبا، ثم أمسك الزبير مقبض سيفه بكفيه الثنتين، وغرز سيفه في بطن المقاتل الذي جرحه حتى
خرج من ظهره. وفي هذه الثناء، ضرب المقاتل الخر بسيفه يقصد رأس الزبير، لكن الخير
تفادها، ثم ضرب عنق غريمه بخنجره – الذي استله بسرعة خاطفة - فشقه.
كل هذا حدث أمام المغيرة أشد الناس قوة في البقاء كلها – حسب وجهة نظر الكثيرين-، فتفاجأ
جدا من قوة الزبير وشدته، رغم الجرح الذي سيترك ندبا على وجهه أبد الدهر.
"وال إن الزبير لمثلي في القوة أو... حتى قد يكون أقوى" صارح المغيرة نفسه.
واستمرت المعركة، واتجه الثوار إلى القصر حيث يقيم الميران إيهاب وسامح، وجعلوا يقاتلون
المقاتلين وحرس الميرين هناك، فلم يذروا منهم أحدا حيا، وظلوا يبحثون عن الميرين مدة
طويلة، حتى نجحوا في النهاية في أسرهما حيين؛ فهذه توصيات الزبير، وأهم نقطة في خطته: أن
يُقبض على الميرين حيين، وأل يقتل مهما كلف المر.
بعد انتهاء المعركة بنصر الثوار الساحق، كان العمداء الثلثة بهاء وصلح والمعتصم والمغيرة
والقائد جاسما والزبير قريبين بعضهم من بعض.
وحينئذ ما زال الدم يسيل من الجرح في وجه الزبير أحمر قاتماً غزيرا، حتى سال على ثوبه
ومله، ورغم ذلك جعل يهنئ الثوار الذين حوله ويثني عليهم.
وفجأة هنأ أحد الثوار المارين، فأمسكه الثائر من كتفيه، وصرخ: أنت وحش، ولست إنسانا، أيها
الزبير.
ابتسم الزبير ابتسامة خفيفة، رغم الجرح والدم النازف منه بغزارة، ثم صرخ قائل للثائر:
بوركت، وبوركت البقاء.
تفأجأ العمداء الثلثة، والقائد جاسم، والمغيرة، والمير ريان، مما رأوه من ثبات الزبير رغم ما
حدث، حتى إن المغيرة أنشأ يفكر: "كيف يضحك هكذا رغم الندب الذي سيبقى على وجهه
وسيشوهه أبد الدهر؟!"
اقترب المغيرة من الزبير، وتبادل التهنئة والثناء حتى سأل المغيرة متعجبا: يبدو أنك لم تتأثر
بأن المعركة ستترك على وجهك ندبا لن يبرأ أبدا؟!
قال الزبير: هذا الندب ل شيء.
ثم تنهد وأضاف: في قلبي ندوب أكبر بكثير، وقد تعودت على الندوب.
زاد تعجب المغيرة من إجابة الزبير، وعرف أن الخير إنسان مختلف عن البقية.
***
بعد القبض على الميرين، وبعد احتلل بحران من قبل الثوار، وبناء على توصيات الزبير،
أمر قائد الثوار جاسم بجمع من يمكن جمعهم من أهل بحران أمام قصر الميرين. وحضر الملك