laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
فرد الزبير: ل، يا مولي. بل بفضلك أنت... أنا مجرد جندي واحد في جيش فيه اللوف.
تبادل الرجلن الحديث لمدة طويلة، حتى طرق باب دار الزبير.
خرج الزبير ليرى من على الباب، بينما ظل الملك جالسا بالداخل، وبعد مدة سمع الملك الزبير
وهو يصرخ: قلتُ لك ارحل.
ثم عاد الزبير غاضبا إلى مجلس الضيوف.
"اعذرني، يا مولي، على صراخي" قال الزبير.
"ما الذي حدث؟!" سأل الملك متعجبا.
فأجاب الزبير: ل شيء، يا مولي. أمر تافه، فل تشغل بالك.
فأصر الملك بحدة: قلت لك: ماذا حدث؟
عبس الزبير، ثم قال: ابن أخي يريد شيئا بإلحاح وقد رفضته.
فقال الملك: ابن أخيك، ذلك الذي احتضنته بعمق عندما دخلنا دار القبيلة؟!
قال الزبير: نعم.
ساد الصمت لمدة حتى قال الملك: طيلة سنيني الكثيرة، لم أشاهد رجل يحتضن أحدا بمثل هذا
العمق والمحبة. حتى الباء... حتى المهات، لم أشاهد أحدا منهم يحضن ابنا له كما احتضنته...
هذا الشاب هو أغلى أهل الرض على قلبك.
"نعم، هو كذلك" قال الزبير.
فقال الملك: لكنك منعته من مقابلتي، رغم أنه طلب منك ذلك! أليس كذلك؟
استغرب الزبير كم كان الملك نبيها، وكيف عرف ما دار بينه وبين سهيل.
ثم قال الزبير: بلى، يا مولي.
فقال الملك: اذهب واجلبه.
استغرب الزبير من جديد من تواضع الملك، ثم قال: أحقا، يا مولي؟
"هل عهدتني أمازح الناس؟!" استنكر الملك، وأضاف: لقد أخبرتك أنت وعائلتك عائلتي، وابن
أخيك حفيدي بما أنك ابني.
ابتسم الزبير ابتسامة عريضة، وانشرح صدره، وأسرع لحضار سهيل الذي ل يحب أن
يرفض له طلبا.
بعد مدة عاد الزبير مع سهيل الذي كاد يطير من الفرحة.