laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
ثم قال أمين: أنت أعظم صديق لي، وأقرب الناس على قلبي.
ابتهج الزبير أكثر وأكثر، وقال: وأنت ل تعلم ما عظم منزلتك عندي.
ثم أمسكت سمية الصرة التي معها، وفتحتها، وأخرجت منها خنجرا ذهبيا مقبضه وغمده
بأكملهما ومرصعا باللماس.
هال الزبير منظر الخنجر، الذي لم يشهد خنجرا –بل سلحا – بمثل روعته وفخامته وجماله، ل
سيما مع الدقة والحرفية التي صنع بها ورصع من خللها باللماس.
ثم قالت سمية: أنا لم أر قط أحدا أشجع منك وأكثر منك مروءة ول أطيب قلبا... لقد أسعدت
مئات اللوف في البقاء بمجهودك ومثابرتك... وكما أهديتنا عشرات الهدايا التي سيظل فضلها
علينا أبد الدهر... أنت بدورك تستحق هدية، رغم أن ما سأقدمه لك شيء بسيط، مقابل ما قدمته لنا
جميعا ولهل البقاء أجمعهم.
أمسكت الخنجر، ثم وضعته على كفيها بعد أن بسطتهما، وقالت: هذا الخنجر من بلد الرملء،
كنت وزوجي هناك في رحلة من إحدى رحلته التجارية، فاستقبلنا ملك الرملء، وأكرمنا، وأصر
أن يهدينا هذا الخنجر، وهو أثمن ما نملكه. هو شيء بسيط وحقير مقارنة بما فعلتَه، ولكن أتمنى أن
تقبله.
ثم قامت ومدت يديها المبسطوتين وعليها الخنجر باتجاه الزبير.
والرملء هذه مملكة بعيدة جدا عن البقاء، عرف أهلها بالثراء الشديد، وملوكها عرفوا بالبذخ
الشديد، مما فسر روعة الخنجر وجمال صنعه.
زاد تفاجؤ الزبير، ثم نهض وأخذ الخنجر من كفيها.
أحكم قبضته حول الخنجر وظل واقفا وهو يقلب ناظره بين الخنجر الساحر وسمية، ثم شرع
يقلبه ويتفحصه بإمعان بنظراته التي التهمت الهدية!
بعد مدة جلست سمية، ثم جلس الزبير.
نظر إليها وهو ما زال ممسكا بالخنجر، وقال: هدية عظيمة!
لم يُجِدِ الزبير التعامل مع النساء؛ لنه بدوي اعتاد قسوة البادية وترحال أهلها، لذلك لم يستطع
التعبير عن فرحته لسمية التعبير الحقيقي.
ظل يحدق في الخنجر، ثم أكمل حديثه مع ضيفيه...
***
ومرت اليام، وأتى المغيرة لزيارة الزبير. خرج الزبير لستقبال ضيفه، واستقبله في إحدى
شُرَف جناحه في قصر الضيغم.