رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

كانت زوجة المير هنية تجلس بالغرفة، فلما رأت كل هذا، أجهشت بالبكاء حزنا وشفقة على


زوجها، الرجل العظيم الجبار، الذي لطالما وقف كجبل صامد، ولم تظن يوما أنه سيأتي يوم تشفق


فيه عليه!


أكمل عماد صراخه: اسمعني جيدا، يحب أن ترحل وزوجتك وأبناءك في أقرب فرصة، ل بد


وأن الوغد الزبير في طريقه إليك.


عندها تناسى المير كل الحزن، فنهض من نومه، وقال بصوت خافت مرتجف: نعم... نعم،


يجب أن أنجو بزوجتي وأبنائي.


فقال عماد: هيا، لنتوجه لجبال اليبس فورا.


المير كان رجل ذكيا، بل ربما نابغة، ولم يكن رجل هينا بسيطا ساذجا. من دلئل قوة المرء،


وشدة بأسه، إدراكه لقوة أعدائه، واعترافه بها، وعدم إنكارها وخداع نفسه. وقد أدرك المير جيدا


مدى ذكاء الزبير وقوته، وعلم أنه توقع أن يتجه – أي ريان – إلى جبال اليبس، ول بد وأنه أرسل


قوة ضخمة بانتظاره هناك.


لهذا كله قال: ل... هو ينتظرنا هناك... يجب أن نرحل إلى مكان آخر.


فقال عماد: وأين سنذهب؟! هو في كل مكان في البقاء!


رد المير: سأذهب إلى مملكة القدماء، هذا أفضل خيار.


قال عماد: ولكن ماذا يضمن لك أن يقبل سلطانها استقبالك هناك؟


أجاب المير: ل شيء... إذا لم يقبل بذلك، فهذا يعني أن ال يريد لي الهزيمة... لكن أعتقد أنه لن


يرفض ذلك. القدماء بعيدة جدا عن البقاء، وليس بينهما علقة، ول أعتقد أن ملكها سيحسب حسابا


لرضا الزبير من عدمه... والسلطان زاهي رجل ذو نخوة ل يرفض إجارة الم...


سكت ريان من صعوبة ما يريد قوله، إل أنه استجمع قوته في تلك الظروف الصعبة، وقال:


المستضعفين.


شعر بالذل لنه وصف نفسه ب "المستضعف"، لكنه أدرك أن تلك هي الحقيقة.


نهض المير من استلقاءته، وبعد ساعات أبحرت سفينتان متوسطتا الحجم من بحران إلى مملكة


القدماء. كان على السفينة الولى المير وزوجته وابناه وابنته، وصديقه عماد مع عدد من حرس


المير والبحارة، أما السفينة الثانية فامتلت بحرس المير إضافة إلى عدد من البحارة. واحتوت


السفينتان على عدد من الخيول، إضافة لكل المال الذي امتلكه ريان في بحران، واصطحبه معه


كامل؛ فهو لم يعرف إن كانت إقامته في القدماء ستطول أم تقصر.


استغرقت الرحلة ما يزيد على الثلثة أشهر تقريبا، وكانت رحلة سوداء مليئة بالحزن والكتئاب


واللم. وُجد في أسفل السفينة حجرات للنوم، خصصت إحداها للمير وأهله. وأخرى أصغر بكثير

Free download pdf