laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
لقد أدركت، أنه ل شيء يمكن أن يسعد الرجل كامرأة تدلّ وتسعده، وعلى النقيض، ل شيء
يتعس الرجل كامرأة تمل حياته نكدا. لهذا جعلت تفتعل المشكلت على أبسط الشياء وأتفهها على
الطلق.
"لماذا ذهبت؟ ولماذا أتيت؟ ولماذا لم تجلب كذا؟ ولم فعلت كذا؟ وأين ذهبت؟ ومن أين عدت؟"
هذه السئلة وغيرها العشرات استخدمتها مرارا وتكرارا كل يوم لملء حياة المغيرة نكدا. ورغم
أنها امرأة ثرية حتى قبل أن تتزوج المغيرة، ورغم أنه لم يبخل عليها يوما، ورغم أنها جعلها أغنى
وأغنى بعد أن أغدق عليه الملك الهارب المال بناء على إيعاز الزبير، رغم كل ذلك أنشأت تطالب
بكثير من المال، فلبى المغيرة الطلب، فما كان منها إل أن تطلب المزيد والمزيد، ولم تشكر زوجها
على عطاياه. وشرعت المور تتأزم أكثر وأكثر، لما تكررت زياراتها كثيرا إلى أهلها، وفي إحدى
الزيارات ظلت ثلثة أشهر كاملة عند أهلها وهي تصحب ابنها وابنتها، وظل يراسلها المغيرة لكي
تعود لكن دون جدوى. ووصلت المور إلى الهاوية، عندما لم تعد تكتفي بحضور الجتماعات
معه، بل وصل بها المر إلى مطالبتها بحضور الجتماعات وحدها، وأل يحضرها معها، فلم
يحتمل المغيرة مثل ذلك.
ظلت هذه المور من أتفهها إلى أعمقها، تتكرر تكررا ممنهجا، أشعل غضب المغيرة. وفي
نهاية المطاف، طالبته بالطلق، فرفض رفضا مطلقا؛ فقد أحبها بجنون، ولن يجد امرأة بجمالها،
ولن يجد جسدا كجسدها، أو إثارة كإثارتها، والهم أنه أحب ابنه وابنته بجنون ولم يرد على
الطلق أن يحزنهما أي شيء، ل سيما من طرفه هو بتطليقه لمهما. فزدات حورية من افتعال
المشاكل أكثر وأكثر، وظلت تطلب الطلق، وما فتئ المغيرة يرفض، فزادت حورية افتعال
المشكلت، وملت حياته نكدا وكبدا، ومضت ثمانية شهور متواصلة منعته من أن يمسها على
الطلق، وبالنهاية قرر أصعب قرار في حياته، ووافق على طلقها.
أراد المغيرة أن يودع جسدها وإثارتها، فهو لن يستمتع بهما بعد اليوم، فأراد أن يجامعها، ولما
حاول أن يمسها رفضت ذلك مطلقا، مما أشعل بداخله ظمأً لن ينطفئ أبد الدهر.
لم يستطع أبدا أن يفهم لم كانت تتصرف هكذا، وهو الذي لطالما أعطاها كل ما تريده، وأحس
أنها تفتعل المشكلت لسبب ما لكنه لم يستطع أن يعرفه.
طلقها، ووفقا لقانون البقاء أخذت حضانة الولد، وكان يراهما يومي الخميس والجمعة فقط من
كل أسبوع. وهذا هشم قلبه شر تهشيم، فلم يحب في حياته شيئا أو إنسانا كما أحب ابنيه، أحبهما
بجنون، لدرجة أنه حتى جسد حورية وإثارتها – اللذان جعله عبدا لها – لم تضاهِ مكانتهما في قلبه
مكانة ابنيه.
***
ولما أعلمت حورية جاريتها زمردة نيتها بالزواج من الملك الزبير، تفاجأت زمردة، واعتراها
مزيج متناقض من الحزن والفرح. الحزن؛ لنها أشفقت على المغيرة الذي لم يسئ لها ول لسيدتها