laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
قالت فورا والتعجب الشديد يحتلها: ما الذي تفعله؟!
فأجاب: ل شيء. أريد أن أنام.
فغضبت وقالت: كيف تنام، وهذه ليلة زواجك، وعليك أن تنصع ما يصنعه الرجل مع زوجته؟!
فرد: ليس لدي مزاج لذلك... ربما لحقا.
فصرخت: أيها الزبير، هذا أمر غير مقبول.
فرد بهدوء وثقة وفظاظة: مقبول أم ل، افعلي ما تشائين.
جن جنونها، واشتعلت النار بصدرها، ولم تفهم لماذا يفعل ذلك، رغم أنها أيقنت أن هذا متعمد
ومُخَطّطٌ له منذ زمن.
وزاد تعجبها وغضبها والنار بداخلها، لما امتنع الزبير عن مجامعتها شهرا كامل، قَبِلَ بعده أن
يفعل ذلك.
لقد تفهم الزبير عقليتها، وعرف كيف تحكمت بالمغيرة من خلل جسدها، ولم يرد لذلك أن
يتكرر معه، ولن يسمح الزبير وهو الرجل العظيم السطوري، أن تتحكم به امرأة وأن تذله، بغض
النظر عن هوية تلك المرأة، لم يقبل أن يغدو حيوانا تسوقه شهوته.
المرء الذكي هو الذي يتعلم من أخطائه، ولكن المرء الذكى هو الذي يتعلم من أخطاء غيره.
***
لما علم المغيرة بزواج حورية من الزبير أغمض عينيه وتنهد عميقا، كما لم يتنهد من قبل،
وآلمه قلبه.
"أيها الزبير الخسيس، لطالما سمعت عن نذالتك، لكن لم أتصور أنها تصل إلى هذا الحد. وأنتِ
أيتها الخائنة، ستدفعين الثمن غاليا" هكذا فكر المغيرة آنئذ.
وفي يوم زفافهما جن جنون المغيرة، وشرب الخمر في ذلك اليوم، كما لم يسبق لمرئ أن
شربه في تاريخ البقاء كله.
بعد ذلك رفع المغيرة قضية مطالبا بابنيه؛ إذ إن القانون في البقاء آنئذ أعطى الب حق الوصاية
على الولد، إذا ما تزوجت الم.
وتنفيذ لوعد الشرف الذي منحه الزبير لحورية، أجبر الزبير القاضي بأن يمنح الوصاية
لحورية، ومنع المغيرة نهائيا من رؤية ابنيه.
أحس المغيرة بالظلم الشديد واللم العميق، وطفق يشرب الخمور حتى عاقرها وأدمن عليها،
وأنشأ يأكل بشراهة ويشرب بشراهة، وينام معظم النهار والليل. لقد دخل في اكتئاب عظيم. أخذ
يتذكر كل لحظة جامع حورية فيها، ومدى الثارة التي صاحبت ذلك، وأن ذلك لن يتكرر، بل إن