laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
فقال الداهية فورا: نحن فداك، أيها الزبير. ما يهمنا هو حياتك... تبا للبقاء، تبا للكثبة... تبا لنا
جميعا! المهم هو أنت... أنت هو البقاء، أنت هو الكثبة، أنت كل شيء... حتى لو فقدنا حياتنا في
سبيلك فذلك رخيص... المهم أن تظل أنت على قيد الحياة.
"ل، لن تفقدوا حياتكم... لن تفقدوا أي شيء" قال الزبير بهدوء، وأكمل: نحن سننتصر وسندوس
عليهم بنعالنا، وسنعلمهم أن بدو الكثبة هم ملوك العالم.
بعدها اعتذر الزبير لبقية القادة الحاضرين وللنسور السوداء.
لقد اعتذر الزبير لجميعهم، وصالحهم؛ لنه أحبهم من كل قلبه، ولنه بالفعل ندم على توبيخه
لهم، ولنه أيضا يعلم جيدا أنه لن ينتصر ولن تقوم له قائمة دونهم.
ثم قال: الن حان وقت العمل.
وفورا طلب منهم القتراب من الطاولة حيث الخريطة والحجارة الملونة، وشرع يشرح لهم
الخطة بتؤدة ودقة، وهو يحرك الحجارة من مكان إلى آخر.
وقد انبهروا بذكائه وحكمته وكيف سيطر على نفسه في هذه الظروف التي ينهار خللها أي
رجل مهما بلغت عظمته، وقد بلغ كل هذا أوجه حالما انتهى من شرح الخطة. حتى إن الداهية –
على عظم دهائه – فكر: "أنا لست نقطة في محيط ذكائه!".
"يحيا الزبير!" هتف قيس الذي كانت لحيته الكثة قد ابتلت من كثرة الدموع. وأنشؤوا جميعا
يهتفون: يحيا الزبير!
لكأنهم في هذا أطفال متحمسون، رغم أن أصغر من في الجلسة كان في الربيعنات من عمره.
"الن نبدأ التحرك نحو الفتناء، فورا" أمر الزبير.
والفتناء هذه مدينة محصنة بسور عظيم غليظ، في أقصى الغرب الشمالي للبقاء على حدودها
مع الهيجاء، وقد استندت خطة الزبير على الذهاب إليها وسحب جل قواته إليها.
توجه الزبير ليخرج من القاعة، وعندما وصل بابها توقف، ثم عاد ونظر إلى قيس والداهية،
وسأل: أيهم صاحب الخطة؟
وكان قد شك بشخص معين.
فقال الداهية: الشاعات بأنها سمية.
تنهد الزبير، وأغمض عينيه شجنا وحزنا وألما؛ لن من خطط لكل هذا هي حبيبته وآسرة قلبه،
وقد صدق توقعه؛ فقد توقع أنها هي من سعى لكل هذا، إل أنه تفاجأ من مدى قوتها وذكائها
وقدرتها على إحكام كل هذه الخطة الناجحة.
غادر الزبير مكسور القلب، بعد علمه بهوية المخطط للثورة عليه.