laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
فقال قيس فورا: إياك، أيها الزبير، أن تتراجع ولو لحظة. نحن كلنا نثق بك، نحن كلنا نعتمد
عليك. ليس أنا وأهلك وأهل الكثبة فقط. كل أهل البقاء ينتظرونك، حتى الذين لم يعلموا يوما
بوجودك ول بخطتك ينتظرونك منذ زمن بعيد. أنت المل، أنت الغيث الذي سينقذهم من البؤس
والشقاء الذين هم جميعا فيهما. عليك أن تنفذ خطتك مهما كلف المر، مهما عل الثمن، مهما بلغت
التضحيات. إما خطتك وإما سيظل هذا الجحيم الذي أهل البقاء فيه إلى البد.
نظر برزانة إلى الزبير، ثم قال: افعل أي شيء لقناع أخيك... أي شيء.
أنصت الزبير جيدا إلى كلمه، واجتاحته المشاعر الفياضة، واستمر يفكر بعمق فيما يجب أن
يفعله.
***
جلس الشيخ دريد في داره، التي كانت مبينة من الطين وبسيطة حالها حال سائر دور قبيلة
السد.
وبينما هو كذلك طرق الباب.
قام الشيخ وفتح الباب، فوجد الزبير.
قال الشيخ: أهل بالزبير، تفضل بالدخول.
فرد الزبير على أخيه الشيخ: مرحبا، يا دريد.
كان الشيخ متوسط الطول، وله شعر رأس كثيف أسود، وشارب أسود كثيف، بينما غطى الشعر
السود الكثيف ذقنه ولم يكن له لحية.
دخل الرجلن وجلس الزبير، بينما ظل الشيخ واقفا وصب القهوة للزبير، الذي أخذ الفنجان من
يد أخيه وجعل يشرب.
نعم، ليس من الطبيعي أن يضيف شيخ قبيلة في أي مكان من الكون ضيوفه بنفسه، لكن الزبير
كان رجل يأتي مرة كل ألف عام.
ارتشف الزبير من القهوة، ثم قال: كيف حالك، يا أخي؟
فرد دريد: بخير.
فقال الزبير: وكيف حال أهلك؟
فرد الشيخ: بأفضل حال.
ثم سأل الشيخ: وأنت كيف حالك؟