laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
وفجأة تكلم أحدهم معترضا، ولم يتوقع أحد أن يكون هو بالذات المعترض.
"أنا أعترض..." قال الزبير بصوت حازم قوي، فاندهش كل الحاضرين.
ثم أكمل: ل يمكن لنا أن نغير عاداتنا، ابن الشيخ هو الذي يخلفه، وابن أخي سهيل أحق مني
بالخلفة. وهو مثل ابني ول يمكن لي أن أسلبه حقه.
شعر سهيل بسعادة بالغة؛ ليس لنه يريد أن يصير شيخا للقبيلة، ولكن لن أعظم رجل قابله في
حياته يدافع عنه، بل يؤثره على نفسه.
فقال يامن: أيها الزبير، أنا لم أرشحك تحيزا لك... ول تجنيا على ابن أخيك. ولكن مصلحة
القوم، ومصلحة كل أهل الصحراء الذين يدينون لنا بالولء، أهم من مصلحة فرد واحد.
صمت العجوز ثم أكمل: هي أهم من مصلحتي ومصلحتك ومصحلة ابن أخيك... أنا رشحتك
لن في ذلك الفضل للقوم... ابن أخيك صغير ويحتاج عشر سنوات حتى يصير قادرا على
قيادتنا... ونحن في صحراء قاسية، ويتربص بنا العداء من كل حدب وصوب، ويجب أن يقودنا
رجل قوي.
"لكن أنا ل أقبل ترشيحك" قال الزبير فورا.
ساد هرج في الدار، وجعل الجميع يتحادثون مدهوشين، حتى قال رجل مسن بينهم بصوت
عالٍ: يا قوم... يا قوم... أنصتوا إلي.
فأنصت الجميع إليه، فأضاف: أنا أقترح حل، فلنستشر صاحب الشأن.
ثم نظر إلى سهيل وقال: يا سهيل، هل لك أن تخبرنا إن كنت تعترض على اختيار عمك الزبير
بدل منك قائدا للقبيلة.
نظر الجميع إلى الطفل، الذي أصبح على شفا الموت من الخجل، وبسبب ذلك ظل ينظر في
الرض دون أية حركة أو كلمة، حتى خالوه صنما.
وفجأة قال الزبير: يا قوم، سهيل رجل وهو قوي، لكنه خجول.
ثم أضاف: أنا مستاء مما يحدث، لكن أرى أن أغلبكم يريدني قائدا للقبيلة... وحتى نحل
الموضوع، سأطلب من ابن أخي أن يبدي رأيه.
ثم نظر إلى سهيل وقال: يا سهيل، إن كنت ترفض أن أنوب عنك فأومئ برأسك رافضا، وإن
كنت توافق على ذلك فأومئ برأسك موافقا.
صحيح أنه أحس بخجل في تلك اللحظات هو العظم في حياته، ولكنه قرر أن ينفذ أمر عمه
الذي ل يعصي له أمرا.
أومأ سهيل برأسه موافقا على أن يغدو عمه القائد.