رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

فرد الزبير: لك ذلك، يا قيس. سأبدأ بتنفيذ الخطة بوقت أقرب مما قد تتخيل. سأنتقم لجدي


وللكثبة وسأمرغ وجوه أعدائنا بالطين. ل تخف، يا قيس.


ثم قال بنبرة قاسية قوية: ليس الزبير بالذي يسكت على الثأر وعلى الضيم. وال لتأتي أيام كثيرة


تسر قلبك وتفرح فؤادك.


ابتسم قيس ابتسامة عريضة؛ فهو يعرف جيدا أن صديقه إذا وعد وعدا أوفى به...


***


بعد مدة قصيرة من مبايعة الناس للزبير قائدا لقبيلة الُسد وقبائل الكثبة، أرسل الزبير يدعو


شيوخ القبائل التابعة له لزيارة أرض قبيلة السد لنه يريد إعلمهم بأمر معين.


توافدت وفود القبائل على أرض قبيلة السد، حيث ضم كل وفد شيخ القبيلة ووجهاءَها.


وكلما وصل وفد دخلوا دار الزبير، وأعلنوا الولء له وأهدوه هدايا أحضروها معهم.


أكرم الزبير وفادة الوفود، وضيفهم ما لذ وطاب من الطعام والشراب، وحرص على أن


يستضيفهم في خيار ديار القبيلة.


وبعد أيام ولما اجتمعت كل الوفود في أرض السد، أعلمهم الزبير أنه يريد أن يخطب بهم في


ظهيرة اليوم التالي.


تجمع أعضاء الوفود وكذلك أعضاء قبيلة السد في ذلك اليوم في ساحة كبيرة، خصصت للقاء


الخطابات.


انتظر الجمع الغفير هناك، ولما اجتمعوا أتى الزبير، ووقف على قطعة خشبية كبيرة، مرتفعة


عن سطح الرض، وقد وضعت هناك حتى يقف عليها، فيراه كل المجتمعين وهو يلقي خطبته.


"السلم عليكم، يا قوم" قال الزبير. ثم أكمل: لقد حللتم أهل ووطئتم سهل، إذ أتيتم إلى أرضنا،


أرض السد. وهي أرضكم؛ فنحن – وإن كثرت قبائلنا – قبيلة واحدة وعائلة واحدة، ول فرق بين


أحد منا. أنتم إخوتي وأبنائي وأعمامي وأخوالي.


اتسم منظره وهو يخطب فيهم بالهيبة والوقار، وبث في صدورهم مزيجا من توقيره والخشية


منه، إضافة إلى الشعور بالطمأنينة بأنه شيخ شيوخ قبائلهم، وهو يمتاز بما يمتاز به من الدهاء


والقوة والفراسة والشجاعة.


وأكمل: لقد وافت أخي الشيخ دريداً المنيةُ، وبايعني قومي شيخا عليهم وبت شيخا على كل قبائل


الكثبة.


وسأكمل مسيرة أبي وأخي من بعده في قيادتكم، وفي خدمتكم والحرص على مصالحكم


وحمايتكم.

Free download pdf