laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
ثم أمر القائد: مد ذراعيك جانبا.
ففعل الزبير ذلك.
أومأ القائد برأسه لحد مقاتليه، فاقترب من الزبير ووضع يديه أسفل ذراعي الزبير، وجعل
يفتشه بحثا عن أي سلح قد يحمله، ثم نزل بيديه وفتش خصره، ومد يديه خلف ظهره وفتش
هنالك، ثم فتش رجليه وصول إلى قدميه.
نظر المقاتل إلى قائده وقال: ل يحمل أي سلح.
أومأ القائد برأسه مظهرا تفهمه، ثم قال للزبير: هيا، لنبدأ الرحلة.
مشى الزبير خارجا من الغرفة ثم من النزل، بينما يتبعه القائد ومقاتلوه.
فلما خرجوا وجدوا ثمانية خيول.
أشار القائد إلى أحدها وقال للزبير: امتطِ هذا الحصان.
ففعل الزبير، ثم امتطى القائد حصانا وكذا فعل سائر مقاتليه.
انطلق القائد وتبعه مقاتلوه حيث توسطهم الزبير إذ تقدمه ثلثة وظل خلفه ثلثة. وقادوا خيولهم
حتى وصلوا جبال اليبس.
عندها توقف القائد ثم توقف البقية.
ترجل القائد عن جواده، وأخرج عصبة سوداء من القماش من صرة موضوعة على جواده، ثم
أومأ برأسه لحد المقاتلين وهو يمسك بالعصبة. فترجل ذلك المقاتل، وأخذ العصبة من القائد.
"ترجل عن جوادك" قال القائد للزبير ففعل ذلك.
فقال القائد: سوف نربط هذه العصبة حول رأسك، ونضعها على عينيك.
سكت القائد ثم أضاف بجدية وحزم: إذا أزحت هذه العصبة، فستقتل فورا. ل تستهن بهذا المر.
ليس هنالك أدنى تهاون في هذه المسألة.
أومأ الزبير برأسه مظهرا تفهمه، بينما وقف المقاتل خلفه، وربط العصبة على رأسه بحيث
غطت عينيه ثم ساعد الزبير ليمتطي جواده من جديد.
بعدها انطلق الجميع في رحلتهم، بينما أمسك أحدهم بحبل طويل ربط حول لجام الجواد الذي
يمتطيه الزبير، وشرع يقوده بالتجاه الذي يريده.
أحس الزبير بأنه يصعد مرتفعات في أكثر الحيان، وبنزول في أحيان قليلة. وهكذا استمر
المشوار الذي كان أغلبه صعودا.