كتاب جدلية الأنا والآخر في شعر أبي الطيب المتنبي

(حسين الجداونه) #1
ويلحظ الدارس العندية في قول الشاعر (عندي)، فهي منزلة رفيعة لا تدانيها منزلة، ولا

لمتعالية فوق الجميع، فثمة يستطيع (مطلب) مهما يبلغ من أهميته أن يصل إلى تلك الدرجة العزيزة ا

علو ما بعده علو، ويلحظ الدارس في الشطر الثاني قول الشاعر (عيني)، كناية عن بعد النظر

،ةقيقح حبصي )ا

ً

ّ

يزاجم وأ ا

ً

ّ

يدام اعً وقو( ءيشلا ىلع هنيع عوقو درجمف ،ءيشلا ىلإ لوصولا ةعرسو

ةمثف ،ا

ً
يدومعلا نيدعبلا يف ةمّه دعبو لواطت بيرق ديعبلا لعجيو ،تافاسملا رصقي ديعبلا رظنلاف

والأفقي، وهو يحلق في الفضاء الفسيح بينهما، وفي حالة صعود مستمر.

خسارلا لبجلا اذه نكل ،ولعلاو فرشلل ا

ً

زمر ا

ً

خسار ا

ً

تباث امًيظع ا

ً
دوط هسفن رعاشلا روصيو

ىلع درّ متيو روثي ه يقلقله ويزلزله الضيم إذا مسه، فالشاعر يحتمل كل شيء إلا الضيم وال

ّ

نإف ،لذ

ىلإ اهكرحو سفنلا لقلق يذلا يلخادلا بارطضلااو ةيلخادلا ةكرحلا دتمت .لّ ذ ىلع ميقي لاو عقاولا

اهتعرس ىصقأب روثتو ةوقو ا

ً

طاشن دادزتل ةطيشنلا سيعلا يف ةكرحلاو بارطضلاا بديف ،جراخلا

.
ّ

لذلاو ميضلا نطوم نع ةلحترم

نعو هنع لاصفنم ا وثمة علاقة تفاعل

ً
دوجو دجوت لا يتلا سيعلاو رعاشلا نيب ينادجو

نكستو هطاشنب طشنتو ،هتكرحب كرحتتو ،هبارطضاب برطضت ؛لاصتا امّيأ هب لصتت لب ،هتلااعفنا

ملظملا ليللا مهل رينت ذإ ،هب اهتقلاع ربع اهروّصي سيعلا ةعرس رعاشلا روّصي امدنعو .هنوكسب

الخفاف التي تعمل على إضاءة الليل بالإضافة إلى السرعة تعمل على إيجاد أشد من إنارة المشاعل، ف

اهكاكطصاب اهنع دلوتملا رونلاو ،اعًيمج مهيراوي يذلا ليللا ربع ،قونلاو رعاشلا نيب ةيلاعفنا ةكرح

بالحجارة، فتنقدح النار.

ر عميقة متلاطمة وينمي الشاعر بعد ذلك صورة العيس فهي كالموجة التي تقذف به في بحا

فلا شواطئ يرسي عليها، فهو دائم السفر والرحيل، لا يستقر في مكان: الأمواج، ما لها من سواحل


َ

ك

َ

أ

ِّ

نإم ِ ين

إ

لا
َ

جإو

َ

ِف ن
ِ

ءا

َ

هإظ ي
َ

م

ِ

وإ ر
َ

ةٍ ج
َ

ر
َ

م

ِ

ب

إ

ت

ِ

ب ي
َ

رًاح
َ

م ا

َ

هُ ل ا
َ

س ن
َ

لُ ِحاو

على النفس أن تعلم أن رحيلها بلا لقد كان الشااااعر يساااتشااارف المقبل من حياته، وما أعظم وأشاااق

نهاية ولا غاية، وأنها تسافر في المطلق ونحو المطلق!

ىلع لعف دّرو رخلآا عم جاجحلا ليبق نم وه هاااااااسفنب هدادتعاو رعااااااااشلا حومط نّ أ ودبيو

الظروف التي كان يعاني منها، فهو يشير في البيت الثاني إلى "الضيم" الذي لحقه من الآخر، لكنه

دقف ،ا

ً
ميظع ا

ً
ااضيأ ناك هيلع رعاااشلا لعف

ّ
در نّلأ ؛ميظع ميااض ه

ّ

نأ كااش لاو ،هتعيبط نع حااصفي مل

:هلوق نوكي امبرو ،لاح ىلع مقي ملو دلابلا نم رفن ذإ ا

ً

ّ

زفتسم امًيض ناك

َ

و
َ

نإم
َ

بإي

ِ

غ
َ

م

َ

مِ ي غِب إأ ا
َ

ن

إ

لا
َ

دِ جإم
َ

و

إ

عُ لا

َ

لا

َ
ت
َ

س
َ

ىوا
َ

ملا
َ

ياح

ِ

عِ ي

إ

هُدَ ن
َ

و

إ

لا
َ

م

َ
لُ ِتاق

ىلإ ىعااس اااسً يفن ايًماااس ا

ً

فده هابااص ذنم د

ّ
دح ذإ ،هتانكااسو رعاااشلا تاكرح عيمجل ميظعلا عفادلا وه

ةايحلا هدنع تواااااااست دقف كلذلو ،لتقلا ىلإ هب يدؤي دق هفده نّ أ ةيادبلا ذنم ملعي رعاااااااشلاو .هقيقحت
Free download pdf