كتاب جدلية الأنا والآخر في شعر أبي الطيب المتنبي

(حسين الجداونه) #1

الانتقال من مكان إلى آخر ومن بلد إلى بلد آخر، وكأنه يركب القلق نفساااااااه ويوجهه من جهة إلى


أخرى. فإذا كان قانون الدنيا انتقال السااااارور وعدم دوامه على حال، فالمتنبي يريد أن ينظم نفساااااه


ال. وبانتقال ح ىلإ لاح نمو ناكم ىلإ ناكم نم لقتني اهنم اءًزج حباااصيل ايندلا ةرورياااص نماااض

على ةمئاقلا نوكلا ةموظنم نم اءًزج حباااااصأ هنلأ ؛هنع لقتني نأ روراااااسلا مرحي هاااااسفن رعااااااشلا


الانتقال والارتحال. وعبر هذه الرؤية يتحول القلق إلى مقام، ويتحول المقام إلى قلق وارتحال،


ود فرق بين الإقامة وعبر هذه الرؤية الجدلية تتلاشى المسافات بين المتضادات وتكاد تتوحد فلا يع


ءاااضف يف حباااس مجن اه


ّ

نأكو ناكملاو نامزلا دويق نم تلافنلاا ىلإ انه يبنتملا انأ ىعااست .ليحرلاو

فسااايح لا يحده زمان ولا يقيده مكان، وبهذا فإنه يضااامن لنفساااه الخلود، إذ يتحول إلى علامة تتفلت


من قيود المحدد وتنطلق نحو المطلق واللامتناهي.

ا يصاال الصاادام بين عالم الشاااعر الداخلي وعالمه الخارجي ذروته إذ يعجز الشاااعر وعندم


عن التكيف مع الواقع، ينقلااب الماادح عنااده إلى هجاااء، ويثور على الواقع وعلى الاادنيااا وعلى كال


ا

ً
روفاك وجهي لاق دقف ،ءيش

1 )(

:

َ

أ
َ

هِ ذِاااااه ي اااااِف اااااام
دااااالا

إ

ااااان
َ

اااااي

َ

اااااك ا

ِ

ر
ُ

ماااااي

َ

أ
َ

ذ ِااااه يا اااِف ااااام
داااالا ه

إ

اااان
َ

ااااي
َ

اااام ا

َ
ن اااااك

َ
ت

َ
ااااااااااش
َ

ااابا
َ

ااااه

إ
ت

إ

ااالا
َ

اااب
َ

ا ااِئاااااه
ُ

ا ااعِااالاو م

ِ

ااااب
ىد

َ

و
َ

اـــــم

َ

أ

إ
د

ِ

ير

َ

أ

َ

ء ادَ اذ
َ

ح
ِ

ـــــــــيد
ث

َ

ااات

ُ

ولُ ز

ِ

ِهااااب
َ

اااع

ِ

ن

إ

ااالا

َ

اااق

إ

بِ اااال

إ

ماااُ هاااُ ااالا
ُ

مو

يُ
َ

ر ااااااااااس

ِ

ااااب

َ

ا اااِلا ااهإأ

إ

ااالا هِ
َ

ارُ ااااج

إ

ا ااِقماااُ ااالا
ُ

ماااي

َ

اااع

َ

ا اايإااال

َ
اااان
َ

و ا

إ

ااالا
َ

ااام
َ

اااِلاو
َ

ااامِ ااااااااااص لاو ي
ُ

ماااي

َ

أ
َ

ــــــص
َ

با
ـــــنلا
َ

سا

َ

أ
إ

ءادَ م

َ
ق
ِ

ــــــيد
م

خلاق يجسااد الشاااعر هنا لحظات الأسااى واليأس من الدنيا ومن الناس، ويدخل في دائرة الشااك في أ


نيب تلاااصلا عاطقناو ،عايااضلاو ةبرغلاب انلأا روعااش ه

ّ

نإ ،ا

ً

ثيدحو ا

ً
ها وبين الواقع ميدق مهميقو سانلا


هلاب قرغي بلقلاف ،تاذلا ىلع لائاه ا

ً

ّياااااسفن ا

ً

ر بالناس موم، والمكان يزخ طغاااااض لثمي يذلا شيعملا

ر والماضي لتشمل الحاض ةأشباه البهائم ولم يعد فرق بين العبيد والأحرار، وتمتد اللحظة السوداوي


والمستقبل فلا شيء سوى الهموم والأوجاع والأسى.

ةيؤر ناك لب ،ملؤم فقومل لعف دّر ةجيتن ا

ً

يّظحل ا

ً

يّنآ ا

ً

فقوم ايندلا نم يبنتملا فقوم نكي ملو

لحارم عيمج يف ةيؤرلا هذه نع رّبع دقو ،ملؤملا يوادوااااااسلا بناجلا لاإ ايندلا يف
َ


رت مل ةفااااااسلفو

حياته، فقد قال يعزي سيف الدولة عن عبده يماك

2 )(

:

اغلا ِةاـيح ىـ

َ

ف

إ
و

َ

ُهــ أوَ

إ

ت

َ

نا

َ

خ

ٍ

ئ

ِ

رـ

إ
ما

ُ

بِ ــيشِ مَ دَــ ةاـيح بٍ ــحاصل نَــيرب

إ
عبَ

وقال في أثناء قصيدة يمدح بها سيف الدولة

3 )(

:

1

. 152 ـ 151 : 4 ـ ديوان أبي الطيب المتنبي،


2

. 50 : 1 ديوان أبي الطيب المتنبي،ـ


3

. 57 : 1 ديوان أبي الطيب المتنبي،ـ

Free download pdf