كتاب جدلية الأنا والآخر في شعر أبي الطيب المتنبي

(حسين الجداونه) #1

، لا تفنى ولا تزول، وهي كالخيل الكريمة رهدلا ىلع ةيقاب يهو ،اهدلقتي نم نيّزتو لمّجت هدئاصقف



ً

قتعو ةلاصأ

ويبين الشاعر تأثير شعره على الآخر فيقول:

ف
َ

راس
ِ

ه

ِ

ن ب
َ

رُيس لا م
َ

ارمِّ ي

َ
ى شمُ

ّ
نغَ
َ

و
ِ

ه

ِ

ن ب
َ

ي لا م

ّ
اد َرِّغَمُ نغَُي

فقد تجاوز تأثيره الإعجاب إلى الإعجاز، إذ بعث في العاجز الذي لا يستطيع السير القدرة على


السير بل النشاط والجد، وبعث في من لا يستطيع الغناء القدرة على الغناء والإطراب، فلشعره فعل


السحر الذي يأتي بالمعجزات ويشمل القادر والعاجز.

لاعلا حوضوب رعاشلا د

ّ
قة بين نسقه الشعري ونسق الآخر، فيقول: دحيو

إ

ز

ِ

ج

َ

اذ ني أ

ِ

إ

َ
تد
ِ

شن

ُ

رًع أ
ِ

ام ا ش
ن

ِ

إ

َ
يرع ف
ِ

ش

ِ

ب
َ

كات

َ

أ
َ

نوح
ِ

د َد داملا
َ

ا رُم

عإدَ
َ

يغَ تٍ و و
َ

ص ل

ُ

يتو ـ ك
َ

ص
َ

ين ر
ن

ِ

إ

َ
ف
ِ

ئاصلا ان

َ

ـ أ
ِ

كح
َ

ـ ملا حُ

َ
خلآا
َ

ـ و ي
َ

ىدَ ـصلا رُ

رخلآا قسن ا
ّ


مأ ،ةزاجلإا قحتسي يذلا وهو ،رثؤملاو لعافلاو يقيقحلاو لصلأا وه رعاشلا قسنف

انلأا يكاحي يذلا ،ىدصلا عجر وه ام


ّ

نإ هل يقيقح دوجو لاو ،عباتلاو دلقملاو لطابلاو فيزملا وهف

رعاشلا بلطيو .لايصأ ا

ً

توص لاو ةزيمم ةيّوه لمحي لا ا

ً

خوسمم ىمعأ ا

ً
من الممدوح ديلقت اهدلقيو


وهف اذل ،هيناعمو يبنتملا رعش نوقرسي ءارعشلاف ،هرعش ىدص ه


ّ

نلأ ؛هب حدمي رعش لكب هزيجي نأ

،نوفيزم مه


ّ

نلأ نيرخلآا ءارعشلا لك عدي نأ حودمملا نم بلطيو .ريدقتلاو زئاوجلا قحتسي نم

على مساحة ،رخلآا روضحل اعًماق ارًوضح انلأا روضح ىلاعتيو .هرعش نم قورسم مهرعش نّ لأو


البيتين عبر الدوال (أجزني، بشعري، صوتي، فإنني، أنا) مقابل دال واحد يخص الآخر، معلنة


.ةللادلاو ةغللا ىوتسم ىلع ا

ً

نميهمو اهل ا

ً
يغاط ا

ً
روضح

،يرعشلا دهشملا ىلع )انأ ين


ّ

نإف( بيكرتلا ربع ا

ً
روضح انلأا تلااح ىصقأ سرادلا ظحليو

،)ي والحالة الجدلية التي


ّ

نإ( لادلا فلاخب هدضو ءيشلا دوجوب يحوي يذلا )ين

ّ

نإ( لادلا اهل دهمي

انلأا تافص ةمظع ىلع لدي ذإ ،هللاجو ريبعتلا ةماخف )انأ ين


ّ

نإف( رعاشلا ريبعت يف سرادلا أرقيو

(الصائح المحكي)، وفي رواية شارحة (الشاعر المحكي)، إذ تتجلى الأنا بأبهى صورها عظمة


انلأا ىوس انلأا يواسي ءيش لاف ،انلأاب اهسفن انلأا فرّعت )انأ ين ورفعة وجلالا،


ّ

نإف( ريبعتلا يفف

نفسها، وسائر الصفات تنبع من هذه الأنا العظيمة، كالهالة المحيطة بالبدر، فهي أنا مكتفية بذاتها


اه ىلعو .اهتعشأو اهرون اهنم بكاوكلا رئاس

ّ
مش الأنا دمتست ،اهريغ ىلع ةيلجتم ،اهتاردقب ةقثاو


المتعالية وفي ظلها يقبع الآخر مجرد صدى لا حقيقة له ولا قيمة، يستمد وجوده من وجود الأنا


.ارًوثنم ءابه د

ّ
نّ إ دبتيف ءاضفلا يف رشتني توص عجر درجمو اهل نايك لا ةرهاظ وهف ،ةميظعلا


شاعر المحكي) المفردات (ودع) و(الصدى) تجسد خواء الآخر وزيفه، مقابل المفردات (الصائح/ ال


التي تجسد امتلاء الأنا وأصالتها.
Free download pdf