المعالجات الفلسفية للقيم التشريعية ( حرمة الخُلع , ونفي حضانة الأم )

(Waleed) #1

ونحن نعلم أن سيدنا رسول الله ؛ عمل على رعي الأغنام ؛ منذ الثامنة من عمره
حتى الخامسة عشر ؛
ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم ؛ فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
) ؛ وهو أصحابه : وأنت يا رسول الله ؟ قال وأنا رعيتها لأهل مكة على قراريط
ه ؛ كما أنه عملا يقتضى سلامة العمل الذي كان أكثر انتشارا في ذلك العهد من غر
العقل , وحسن التصرف , والصبر , والمباشرة , والمتابعة ؛ إلى جانب القدرة على
حماية الرعية ؛ فلا يتكلف بالرعي سفيها , أو عاجزا أو نحوه ؛
الأمر الذي يعمل على استيعاب مفهوم الرعاية , والشرف والأمانة ؛ مما يجعل الابن
قادرا على رعاية أهل بيته في عمر مبكرة


ثانيا : وبقولها كان ( له ) دل على انتفاع الصغر منها آن ذاك ؛ وكما بينا بخصوص
باء الانتفاع التي تعدي أثر ما اتصلت به لصالح ما قبلها بـ له ؛ على النحو الذي
جاء في قوله :
)الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن بالأمن ..فأي الفريقين أحق (
؛ )أنت أحق به ما لم تنكحي وعليه : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
أي ما لم تتزوجي ؛ دل استخدام تلك الباء على استنفاع الأم بابنها ؛ لا انتفاع الابن
بأمه ؛



  • والدليل كما ذكرنا سابقا - فلو أراد الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ انتفاع الابن لقال
    لها ؛ أنت أحق له ما لم تنكحي , أو أنت أولى به ما لم تنكحي ؛ لأنها إن تزوجت ؛
    فستكون أن ذاك في رعاية زوجها ؛ فتلك الباء هي الباء المستعملة في حديث الرسول
    حسن ب الناس أحقصلى الله عليه وسلم : حينما سأله الرجل : يا رسول الله ؛ من
    أمك ) قال : ثم من ؟ قال : (أمك ) قال : ثم من ؟ قال : ( أمكصحابتي ؛ فقال : (
    ) , متفق عليه. وفي رواية : يا رسول الله من أحق أبوك) قال : ثم من. قال : (
    ) حتى أمك , ثم أمك , ثم أمك , ثم أباك , ثم أدناك أدناكبحسن الصحبة ؟قال : (
    كلمة : أدناك , ادناك ؛ أوضحت صلة الأم بابنها ؛ التي تعني دخولها في ولاية ابنها ؛ لا
    دخول ابنها في ولايتها ؛ فلم تدخل في ولاية ابنها إلا لافتقارها عن ولاية أبيه ؛ وكذلك
    الأب لن يرعاه ابنه إلا إذا استحق ذلك ؛ وكذلك الأبناء : أدنى أبيهم.

Free download pdf