المعالجات الفلسفية للقيم التشريعية ( حرمة الخُلع , ونفي حضانة الأم )

(Waleed) #1

يريد ألله أن يبين للذين يضيقون على تلك القضية : أنكم لا تعلمون بما يدور في نفوسهن وهن
أمامكم , ولا تعلمون ما يحدث معهن في غيابكم ؛ وحينما قال أطهر : دل على صرف الأمر
–0 ) من سورة النور ؛ حينما خاطب الرجال قال : في غر مصرفه الشرعي ؛ فهناك في الآية (
) وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون (


فقوله : أزكى ؛ ولم يقل أطهر ؛ دل على أنهم ليس لديهم مصرف شرعي لذلك الأمر ؛
لذا : فلا تجعل هذا الأمر يتسلل إلى نفسك ؛ لأنك لا تملك المصرف الشرعي له ؛ بخلاف المرأة
المطلقة ؛ فلها أن تعود لزوجها لامتلاك المصرف الشرعي لذلك ؛


وبعد : إن الأم المطلقة تعاني الكثر من الضغوط , والمشاعر , والأحاسيس السلبية ؛ ما يؤثر
على صحتها النفسية , والبدنية بشكل مباشر , ويجعلها أكثر عرضة للاضطرابات العصبية ؛
التي لا تسمح بوجود البيئة النفسية المناسبة لتربية الأطفال , والتي تؤثر على أبنائها - في المقام
الأول - ؛ لأنهم أول الأشخاص التي يمكنها تفريغ شحنات غضبها فيهم ؛
ا ما تشعر بأنهم السبب في بقائها على ذلك الحال ؛ مما يجعلها تنظر لنفسها دائما ولأنها كثر
نظرة الأم المضحية بسعادتها من أجل أبنائها ؛ فضلاً عن المضايقات التي ربما تنشأ عن عدم
تحمل أقاربها لها , أو لأبنائها ؛ فتشعر بعدم الاهتمام , والقبول ؛ فتكون عرضة للاكتئاب ؛
والتوتر , والقلق ؛ الأمور التي تجعلها تميل للعزلة , والانطواء , أو الغلظة , والتهكم ؛ مما يؤثر
على علاقاتها الاجتماعية بصورة سلبية لا تشعرها بالرضا , والسعادة


.
Free download pdf