المعالجات الفلسفية للقيم التشريعية ( حرمة الخُلع , ونفي حضانة الأم )

الأضرار النفسية , والاجتماعية الواقعة على الأب

الأضرار النفسية :

يعانى الأب المسلوب منه أبناءه ؛ الكثر من الضغوط
النفسية , والعصبية ؛ التي تعمل على تشويش حياته على
نحو عام ؛ وحياته العملية على نحو خاص ؛ فذلك الأب يعاني من كثرة التوتر , والقلق المترتبان
على رعاية أبنائه من آخرين ؛
ون عن امتداده في الحياة ؛ كما أنهم فلذة كبده ؛ وهم الأشخاص التي لا إذ أن : أبنائه يعبرّ
تبدوا لحياته أي قيمة بدونهم ؛ فالأب يعمل , ويكد من أجل تربية أبنائه , والحفاظ عليهم
, وحمايتهم من مخاطر الحياة ؛ فحينما تتحول الأبناء من هبة له ؛ إلي نقمة عليه ؛ معينة في
بعض التهديدات المباشرة ؛ كحرمانه منهم , والغر مباشرة كالتهديد بالسجن ؛ فينشب داخله
صراع ما بين حقوقه المسلوبة , وولاياته المنهوبة ؛

إن ذلك الأب مطالب دائما : بأمور أحيانا لا يملك القدرة عليها ؛ فهو مطالب بألا يمرض ؛
مطالب بألا يخسر ؛ مطالب بألا يتزوج ؛ فتجده مطالب دائما بألا يتعرض لكافة الأزمات التي
لا يخلوا أحد من التعرض لها ؛ وذلك لملاحقته القضائية المستمرة ؛ فإذا مرض سيسجن ؛ وإذا
خسر في عمله , أو تجارته ؛ سيسجن ؛ وإذا اعترض على أمر ما متعلق بتربية أبنائه سيحرم
منهم ؛ وإذا قرر الزواج من أخرى ؛ فربما لن تكفي نفقته إلى ذلك ؛

إنما فاطمة بضعة مني ؛ يربيني ما رابها ويؤذيني إن الأبناء قطعة من أبيهم ؛ لقول رسول الله : (
سلب الأب أبناءه , وولاياته عليهم ؛ إلى أناس آخرين ؛ تشتعل في صدره ُ ) فحينما ي ما آذاها
ة على دمه , وماله , وعرضه ؛ان الغرنر