اليوم أذكر تلك الأيام الحلوة التي تطرق باب المخيلة فلا لا أزال حتى
تبارحها من دون عبارة "والله يا زمن".
وفجأة وجدنا نفسينا وقد كبرنا. تخرجت في الجامعة وحظيت بعمل أسعدني،
فيما كانت "بثينتي" في انتظار العريس الآتي على حصان أبيض
ل"يخطفها" و"يطير" بها إلى الحلم.
ثوب الزفاف الأبيض. سى ذلك اليوم الذي ارتدت فيه "بثينتي"لم ولن أن
كانت حلوة كالفراشة، مملوءة بالسعادة، تكاد أن تطير، وأنا كنت أرتدي بذلة
كحلية اللون، جلست إلى جانبها وسط فرحة الاهل وابتهاجهم أرمقها
وترمقني. "أسرق" أصابع يدها، أفركها بكل الحب، دماء الخجل تضرج
تردعني، تمنعني، فأطيع. وجهها،
لقد كانت ليلة عمري ولا تزال حتى اليوم تاجا في سجل ذكرياتي، أصارع
من أجل أن تستمر حية في الذاكرة، تجابه كل مفردات النسيان في قواميس
اللغة.
مرت أيام على زواجنا وأشهر وسنوات. كنت سعيدا في عملي، في طموحي
ستير نلتها بامتياز مع مرتبة الشرف، حضر للدراسات العليا...الماج أوأنا
و"بثينتي" السند والداعم والمعين. كنت سعيدا وجاء دور درجة الدكتوراه
جدا بنجاحاتي إلى درجة الأنانية، التي حجبت عني رؤية وإدراك معنى
مسحة من الحزن كانت تتملك وجه زوجتي، حبيبتي، شريكة عمري، بين
ها عن سبب هذا الحزن "المفاجىء" حين وآخر. أحيانا كنت أستفسر من
فتجيبني بكلام حلو المذاق لا تريد من خلاله أن تنغص علي صفو سعادتي
فأصدق عذوبة كلماتها، وأحيانا كثيرة لم أكن لأعير حزنها أي اهتمام،
فالسعادة كانت في اعتقادي تغلف حياتنا التي كنت اعتبرها نجاحا في مجال
...يا لبساطتي ة. إذن ماذا ينقصنا؟ لا شيءعملي، وصدقا في حياتي الزوجي