زوج التنتين

(albustaneng) #1

زوجتي التي لا ينقصها شيء فيما كانت هي تشعر بأنه ينقصها أهم


شيء...الأبناء. هل كنت أنانيا...فلم أسأل بجدية عن تلك المسحة من


الحزن، أظنني لو ضغطت عليها لأعلم السبب لكانت استغنت عن ذرف


د، وفي بيت اعتقدت أن الدموع تحت جنح الليل، في فراش شعرت بأنه بار


لا حياة فيه...لكنها تكتمت وصبرت إلى أن... انفجرت.


استدعتني الممرضة لأتحدث مع الطبيب بعد أن أجرى فحوصاته اللازمة


على زوجتي. استجمعت كل رباطة جأشي وتحاملت على نفسي وأنا أسمع


الخبر...إن زوجتك غير قادرة على الانجاب ولن تجدي معها كل وسائل


لعلاج...تذرع بالصبر ولا تقنط من رحمة الله.ا


كلمات نزلت علي كما الصاعقة. لم أفكر في نفسي، فكرت بها، ماذا سيكون


كيف سأداوي خبرها بالفعل؟أن لم يكن الطبيب قد إوقع الخبر عليها، هذا


جرح الأمومة المفقودة، كيف سأنتشلها مما ستعتبره مصيبة حلت بها، قتلت


حلمها...أنوثتها؟


صحبتها عائدين إلى المنزل، لم تكن في حاجة لأن أخبرها ما قال الطبيب،


فقد كانت تدرك "مصيبتها". بكل حب العالم ضممتها إلى صدري. شعرت


عي...فبكيت.بدموعها تحرق جوارحي...قلبي...أضل


كل مواساة الأهل لم تستطع ان تنتزعني من أسر تعاستي. لم أكن تعيسا من


أجلي، لقد كنت تعيسا من أجلها هي. فأنا أدرك كم هي عزيزة عاطفة


ومشاعر الأمومة، وكم هو صعب الحرمان منها، أن يبلغك طبيب أتيت إليه


الانجاب وأن أي حاملا معك بعض الثقة وبعض الامل، بأنك غير قادر على


درك عاطفة ومشاعر الأبوة التي كنت أعلاج قد لا يفيد في مثل حالتك، كما


حتى ذلك الحين امتلك مفاتيحها.

Free download pdf