كنت أقود السيارة في طريق العودة إلى البيت دون أدنى إحساس بمعالم
الطريق. لقد كنت...كلي...في شبه إغفاءة، لم أكن أسمع إلا "صوت"
موعها الصامتة وهي تستريح في مقعدها إلى جانبي، فآثرت الصمت د
وتركتها في "عالمها الخاص" علها تغسل بفرح هذه الليلة كل شقاء وتعب
سنوات عمرها وعمري الماضية. وصلنا، سعادتها كانت تسابق خطواتها
ونحن نصعد السلالم. فتحت الباب...دخلنا...ارتمت على
ت تتحدث بلغة لم أفهمها، تسكت لحظة ثم صدري...بكت...صرخت. كان
تعود إلى البكاء من جديد. استمرت على هذا الحال حتى "ثملت" دموعها.
حملت جسدها المسترخي ووضعتها على السرير. لقد سرقها النوم مني،
طبعت قبلة على جبينها، دثرتها، أطفأت نور الغرفة، وعدت إلى الصالون.
ت سيجارة، أحسست بحاجة إلى الانطلاق جهزت فنجانا من القهوة، أشعل
خارج أسوار الجدران. حملت قهوتي إلى الشرفة. نسيمات من الهواء كانت
تداعب شعري بلطف. أحسست بوخزات ناعمة من البرد. سرت قشعريرة
عذبة في جسدي الذي كان يغالب التعب. معنى آخر للسعادة الحقيقية تعلمته
لليل "هاربة" أمام طلائع أشعة الشمس في هذا الصباح وانا أرقب خيوط ا
الزاحفة على التلال ببطء.
نقلت نبأ الفرحة إلى زوجتي الثانية وأنا أترصد "صدمتها" التي تجلت في
التعابير المرتسمة على وجهها. ارتبكت...تلعثمت...تلونت بألف لون ولون
حتى غدت من دون لون.
لبسمة على شفتيها. أن ترسم ا ،حاولت جاهدة ان تجمع أشتات نفسها
مبروك، كلمة نطقت بها بشق النفس. حاولت أن توهمني بانهماكها في إعداد
طعام الغداء وكأن الأمر لا يعنيها كثيرا. غلب علي الضحك. كتمت
"موسيقاه". دخلت غرفتي ورحت في إغفاءة هانئة.