أصوات في المخيم
h.q
(H.Q)
#1
12
ا، وبي رغبة كبيرة في ك�صر الزبدية، لكن يا�صر تراجعت م�صرعً
وفاطمة �صينامان جائعين؛ فعدلت عن الفكرة.
مررت بخيمة �صديقي فرج. نظرت من ثقب في الخيمة. �صوء
ا يكتب على طاولة ق�صيرة. بدا مثل ال�صراج م�صتعل. كان منحنيً
اأحد موؤرخي الع�صور الو�صطى بلحيته الطويلة، وراأ�صه ال�صخم،
اآلم ال�صحذة، من ذلك و�صعره الكث. لو عنده طحين لكفاني
اأو رغيفين، وهو قادم ا اأين له؟ ي�صتري رغيفً القريب البعيد! من
اأح�صر الطحين اإلى بعدما " في نف�صي: من المدينة. ابتعدت قائلً
."اأمي، اأعود لأ�صهر معه
اإلى دار عمي. الخيمة الكبيرة، امامها بغل وعربته و�صلت
بالقرب منه، فعمي يعمل في نقل الخ�صراوات والب�صائع ل�صكان
اأبعد راأ�س البغل من طريقي، �صمعت القرى المجاورة. تقدمت واأنا
اأذني بال�صادر، ث��م نظرت م��ن ع��روة األ�صقت هم�صات وت��اأوه��ات،
بالباب. في الداخل نور لمبة كاز �صعيف، واثنان ك��اآدم وح��واء قبل
اللعنة، يتراق�س على ج�صميهما ظل عمود الخيمة.
ي لي.ّ- غن
- ي�صمعنا الجيران.
اأحب روؤيتك ترق�صين، واأنت كما خلقتني يا رب.اإذن ارق�صي. -
اع.- اأنت طمّ
اإليها. ام��راأة ك�صجرة تين في الخريف وقفت تتمايل. حملقت
اأول مرة يتاح لي اأن اأ�صمع على بعد خطوة مني، يا لها من ليلة!
1
واأرى ما يدور في الخفاء تحت خيام حارتنا. ابت�صمت واأنا اأقول:
ا. تراجعت ازدادت الهم�صات �صعيرً "ليلة العجين ولي�س الطحين"
ا�صتدت الحركة. "اإلى هم�صات الآخريناأن ي�صتمع الإن�صان عيب "
ا�صتدرت خلف الخيمة و�صعت الزبدية برفق على الأر�س. خلعت
ا ب�صهولة كاأنه راأ���س فجل، ثم رفعت طرف الخيمة، اأدخلت وت��دً
ا اأ�صاهد ف��اي��زة تلتهب �صوقً اأنفا�صي واأن���ا راأ���ص��ي كقط، تلحقت
اأ���ص��درت تنهيدة ورغبة، وتتلوى كنبات مت�صلق بين ي��دي عمي.
عميقة، حين راأيته يهجم عليها كما البغل، في هجمة بدت نهائية،
�صرخ وهو ي�صتلقي على ظهره:
- مين حول الخيمة؟
اإلى الزبدية فركلتها، �صمعت �صوت ا، لم انتبه ت�صللت م�صرعً
اأح���د، فجل�صت اأم��ام��ي، لم يتبعني انك�صارها، وت��ن��اث��رت قطعها
اأمي حين تعلم بانك�صار الزبدية، فقد اأتح�ص�س قدمي، �صتغ�صب
اأح�صرتها من البلد في �صندوق عر�صها مع مجموعة من الأ�صياء
الغالية لديها: بع�س الملب�س، ملعقة نحا�صية وق�صرية، عظام
اأ�صتطيع العودة راأ�س ذئب، ت�صتخدم لإزالة الح�صد والمر�س عنا. ل
اأن الزبدية انك�صرت. �صاأرجع اأي �صيء ناأكله، يكفي دون طحين اأو
اإلى دار عمي، ليكن ما يكون.
اأذي����ال الخ��ي��م��ة، تج��راأت �لم، يتفقد وج���دت عمي و���ص��ط ال��ظ�
و�صاألته:
- ما الخبر يا عمي؟ هل حدث �صيء؟