أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اأذني، بينما تفرق النا�س، والت�سقوا بالأر�س. كانت اأربع يدي على

طائرات تخترق ال�سماء كالغربان. بعد اختفائها، �سخر النا�س من

ال�سرطي ووبخوه:

- تريد اأن تدل الطيارات علينا!

ل ي�سيدها م�سد�س، يا فهيم. ت�سيدها طيارة مثلها - الطيارة

اأو �ساروخ.

- وفر الر�سا�س اإلى حين مجيء اليهود.

�سرت وظهري يحرقني، والج��وع يتوثب في معدتي، والمعطف

اأ�ستطع البكاء. يتعاون مع �سم�س حزيران على تكبيل خطواتي. لم

فرح في اأعماق نف�سي يحاول الظهور، فبعد �ساعات اأكون بالبيت.

اأ�سود مطرز، على راأ�سها �سلة، راأيت امراأة ق�سيرة بثوب فلاحي

يتجمع العرق على جبينها، وحول عينيها، فتزيله بطرف �سا�ستها.

اأم��ي عندما كانت تحمل حزمة الحطب، وراأ�سها يترنح تذكرت

تحتها. التقت عيناها في حنو بعيني، �ساألتها عن فرن قريب، ربما

اأنزلت ال�سلة اإلى اأني م�سرد وجائع. وقفت بجانب الر�سيف، عرفت

اإلي، ثم اأخرجت رغيفين ولفافة �سغيرة. مدت الجميع الأر���س،

قالت:

ل تعمل، يا ابني. الدنيا ح��رب. يا ح�سرتي عليك! - الأف��ران

ت�ستحق ال�سفقة.

رفعت الحقيبة، واأ�سندتها اإلى ركبتي، واأنا اأقول:

- انتظري، �ساأعطيك ثمنها.
Free download pdf