laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
ابتعدت أخت سمية عنها وعن أمين، ثم قال أمين: سمية، أريد أن أحادثك بأمر معين.
"تفضل" قالت سمية، وأكملت: لكن بسرعة أرجوك.
فقال أمين، وهو في قمة الرتباك: سمية، أنا... أنا... أنا أحبك.
احمرت وجنتاها، وتزاحم الرتباك والفرح بداخلها.
ثم أضاف أمين الذي بدأ يخفت ارتباكه: أنا متعلق بك منذ الصغر، ولما كبرنا تحول التعلق إلى
حب. أنا رجل حقيقي ول أريد التلعب بك... أنا أريد أن أكمل حياتي معك.
ازداد احمرار وجنتيها، ونظرت في الرض خجل.
تسارعت دقات قلب أمين، ثم قال: ما رأيك؟
أرادت سمية أن ترد: "وأنا كذلك أعشقك، ومنذ زمن طويل"، لكن الخجل العظيم الذي غرقت
فيه منعها.
أدرك أمين أنها لن ترد، فقرر أن يقول شيئا ليحرك ركود الموقف بينهما، فسأل: هل لي أن
آراك غدا بالقرب من بيت العدناني؟!
والعدناني كان أحد أهل الحي الذي يسكنونه، وبيته كان بعيدا عن بيت سمية؛ ولذا اقترحه أمين،
حتى ل يرى أبو سمية إياها وهي مع أمين هناك.
ظلت سمية تحدق في الرض خجل، ولكنها بعد حين استجمعت قوتها وقالت: حسن.
ثم مضت باتجاه أختها ورحلتا، بينما أمين ينظر إليهما، وهو فرح بموافقتها، مما عنى أنها تبادله
المشاعر.
جعل الثنان يلتقيان، وصرح أحدهما للخر بالحب عديد المرات.
ولما بلغت سمية من العمر عشرين عاما، تقدم رجل لخطبتها فرفضه أبوها زياد. ولما علم أمين
بتقدم رجل لخطبتها، قرر أن يخطبها خشية أن يأتي رجل آخر، فيخطفها من بين يديه. وفي إحدى
لقاءاته بها أخبرها بأن يريد أن يطلبها للزواج.
شعرت سمية بالسعادة؛ لن أمينا صارحها بأنه يريد التقدم لها، ولكنها في الوقت نفسه شعرت
بالحباط؛ لنه كان فقيرا جدا، ومن المستحيل أن يوافق أبوها على تزويجها إياه.
لقد كان زياد ذا مال كثير، بل كان أغنى رجل في الحي كله. وقد رفض تزويج أي من بناته
للفقراء، ولكن في الوقت نفسه حتى لو تقدم رجل غني لخطبة إحدى بناته، ما كان يجبرها على
الزواج منه، بل اشترط موافقتها على ذلك، وذلك احتراما لتقاليد عشيرته الكبيرة، التي عابت أن
يفرض الرجل على ابنته الزواج من رجل ما عنوة. وقد كان زياد رجل تقليديا تهمه سمعته ولم