رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

بدأ بتنفيذ خطته، وأولى خطواته كانت الستعانة بأخيه الصغير وابن عمه؛ لنهم سيقبلون العمل


معه بأقل مردود ممكن، بل حتى لو لم يعد عليهم المر بأي مردود.


خطته استندت إلى أن يجوب شتى أنحاء مملكة البقاء وكذلك مملكتي ياقوتة والهيجاء، رغم


المساحة الشاسعة لهذه المناطق. وقد تقاسم هو وأخوه وابن عمه هذه المناطق، بحيث يذهب كل


منهم إلى عدد معين منها. وعندما يصل كل واحد منهم منطقة ما، فإنه يسأل أهلها ماذا تملك وماذا


تحتاج من البضائع، ثم يسجل كل هذا.


وبعد مرور أربع سنوات كاملة على هذا الحال، بات لدى أمين سجل كامل يحتوي ما تملكه كل


مدينة - بل كل قرية حتى – من البضائع وما تحتاجه، من أقصى شرق الممالك الثلث إلى أقصى


غربها ومن أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها.


ولقد قرر أمين مسبقا أن يمضي كل هذه العوام في تسجيل ما تحتاجه وما تمتلكه القرى


والمدن. فرغم أنها مدة طويلة، ويستصعب أي تاجر أن يسخرها فقط للبحث عن حاجات القرى وما


تملكه، وأن يجازف بهذه المدة من حياته في شيء غير مضمون ودون مردود، إل أن أمينا أيقن


جيدا أن الصبر زاد العظماء، وأنه من المور الضرورية لصناعة الساطير من البشر.


لم يكن أمين فقيرا معدما، بل امتلك رأسَ مالٍ صغيراً. وفي البداية استخدمه لشراء البضائع


وإرسالها إلى المناطق التي تحتاجها وفق السجل الذي معه. ومع مرور الوقت ومع الصبر العظيم،


طفق رأس ماله يزيد شيئا فشيئا. وكلما زاد ماله وظف عامل جديدا إضافة إلى أخيه وابن عمه.


وظل رأس المال يكبر ويكبر، من خلل ذكاء أمين. ومع مرور الوقت، جعل أمين يصير مشهورا


شيئا فشيئا. وبعد مرور تسع سنوات منذ قراره بالبحث عن الثراء وبدئه في تنفيذ خطته، غدا أشهر


تاجر وأغنى تاجر في البقاء كلها، بل في البقاء والهيجاء وياقوتة معا.


لقد حقق معجزة خيالية تاريخية في فترة قياسية. ما فعله كان أسطوريا بل شيئا من الخيال،


وأثار إعجاب ودهشة أهل الممالك الثلث جميعا.


***


اشترى أمين أكبر قصر في مدينة الروضة. وقد تكون من غرف كثيرة، وساحات كثيرة واسعة


أطلت على الهواء الطلق. وقد كان مبنيا من الحجارة البيضاء الثمينة، وامتل بالعمدة. وقد لُبست


الجدران والرضية والسقفة برخام جميل مزين بأحلى اللوان. وامتل بالبنية إسطوانية الشكل


التي انتهت بالعلى بالقباب التي تسحر اللباب.


لقد أراد أمين هذا القصر لمناسبة معينة، إذ حان الوقت ليفائه بوعده لسمية. توجه أمين إلى دار


سمية والتقى والدها، حيث حضر كثير من أقربائها. وحمل أمين معه كثيرا من الصناديق التي


امتلت بالذهب والحلي واللباس.

Free download pdf