رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

نظر المغيرة إلى حورية وأراد لو تدوم النظرة أبد الدهر، ثم قال: أهل بسيدتي.


فقالت حورية بصوت واثق قوي ل يهتز: أهل بك أيها المغيرة، حللت أهل ووطئت سهل.


دهش المغيرة من ثقتها!


أما حورية بذكائها وفطنتها، فقد علمت أنها فتنت الرجل الذي أكثر من النظر إليها.


بعدها نظر إلى منيب، ثم قال: لقد سمعت أنك حضرت جائزة ضخمة - لم ير مثلها أحد - لمن


يأتيك برأس جازي. أهذا صحيح؟


ضيف أحد الخادمين الواقفين المغيرة فنجانا من القهوة، فطفق يشرب منها.


قال منيب: نعم، هذا صحيح. الجائزة أمر عظيم لدرجة أن أحدا لم يتجرأ أن يحلم به.


سر المغيرة من كلم منيب، وابتسم، ثم قال: حسن، إذاً، أمهلني عدة شهور، وسآتيك برأس


جازي إلى هذه الغرفة.


فقال منيب: هو ذا، أنا بالنتظار.


ثم قالت حورية: إذا أتيتنا برأسه، فسيكون ذلك معروفا لن ننساه أبدا.


ارتبك المغيرة وازدرد ريقه، لكنه استجمع قواه، ثم قال: اطمئني، سيحدث ما تريدينه.


ومن الغرائب في تلك الغرفة أيضا، والتي لم يُعْمِ المغيرةَ عنها إثارة حورية، أنه وُجِد في الغرفة


رجل يبدو خطيرا جدا يقف بجوار حورية ويضع يده اليمنى فوق اليسرى خلف ظهره، وقد وقف


هناك في وضعية التأهب كأنه مستعد لي شيء قد يحدث فجأة. وقد كان نحيل طويل جدا، ذا


نظرات قاسية جادة، شعره أسود كثيف، وله شعر وجه خفيف، وفي خده اليسر ندب صغير.


ظل الحاضرون في الغرفة يتحادثون، والمغيرة يسترق النظرات إلى حورية، ويحاول متعمدا


أن يوجه الحديث إليها بين الحين والخر. ومر الوقت فاستأذن المغيرة وغادر مع الرجلين اللذين


اصطحبهما إلى الغرفة.


وبعد أن غادر المغيرة، وبينما أحد الرجلين على يمينه والخر على يساره، قال لهما: لقد


أضرمت ابنته النار في قلبي.


"انسها، يا مولي" قال أحدهم.


فغضب المغيرة، وقال: ويحك! لم تقول مثل هذا؟!


فرد الرجل: منيب يحبها حبا جنونيا، ويربيها على أن تكون العمدة القادم للمدينة، وهي قوية


جدا، وتفوق في قوتها وشدتها الرجال. وبسبب كل هذا لم يجرؤ أحد قط على التقدم لخطبتها، حتى


ملوك الضياغم ل يجرؤون على مثل هذا.

Free download pdf