رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

وكالعادة كذلك اتجه الزبير إلى أمين، وقال له: أمين، مهما حدث، مهما شاهدت اختلط الحابل


بالنابل، مهما اشتعلت الحماسة بداخلك، إياك أن تتهور وتشارك في القتال... أنت حيّا أهم منك


بكثير ميتا.


امتعض أمين من كلم الزبير؛ لنه كعادته تمنى أن يفتدي البقاء بروحه، ولكنه أذعن لكلماته؛


لنه أدرك أن ذلك ضروري لتنفيذ خطة الزبير لتحرير البقاء.


وكما فعل مع حراس سليم، أمر الزبير حراس أمين من فرقة الزنوج أن يحموه بعيونهم.


لقد كان سور بحران قليل الرتفاع يسهل اقتحامه، كما أن الفارق الشاسع بين عدد مقاتلي البقاء


ومقاتلي بحران، جعل الزبير يقرر أن يضحي بأي عدد من مقاتليه في سبيل اقتحام بحران.


هجم الثوار على بحران وبدأ الرماة المتجمعون أعلى سورها يرمونهم بالسهام، واصطادوا


عددا كبيرا من الثوار، لكن الثوار لم يتراجعوا حتى وصلوا السور، فاستخدموا جذعا ضخما من


الخشب لكسر بوابة بحران الضخمة السميكة محكمة الغلق. في حين جعل كثير منهم يسندون


سللم خشبية على جدران بحران ويتسلقونها للوصول إلى أعلى السور. وضمن هؤلء المهاجمين


كان الزبير والمغيرة والمير ريان والعمداء الثلثة بهاء وصلح والمعتصم والقائد جاسم؛ فلم


يكونوا ليوفروا حياتهم ويحرموا البقاء من تضحياتهم في سبيلها.


وفي النهاية نجح عدد من الثوار في الوصول إلى أعلى السور وبدؤوا يقتلون رماة بحران حتى


قتلوهم جميعا. وهذا سهل مهمة الثوار الذين في السفل فتمكنوا من كسر بوابة بحران باستخدام


الجذع الخشبي.


اقتحم الثوار بحران، وجعلوا يقتلون كل مقاتل يجدونه فيها دون رحمة، فهذه تعليمات قائدهم


العسكري جاسم، بناء على توصيات الزبير للملك الهارب؛ فكل خطوة في الثورة كانت بتخطيط


الزبير المحنك وتدبيره.


ومع هذا العنف والقتل، وأخذاً بعين العتبار كثرة عدد الثوار مقارنة بمقاتلي بحران، دب


الرعب في قلوب مقاتلي المدينة، فزاد القتل فيهم، وبدأت هزيمتهم تتجلى.


وأثناء المعركة اقترب الزبير والمغيرة والقائد جاسم والمير ريان والعمداء الثلثة بعضهم من


بعض. وقد كانوا أقوى من في المعركة ومن الطرفين. وأثناء القتال وبينما الزبير يقاتل أحد


المقاتلين، اقترب منه مقاتل آخر، واجتمعا عليه. ولكنه كان أقوى منهما، وجعل يوجه الضربات


لكليهما بقوة شديدة، بينما تفادى ضرباتهما برشاقة عالية. وقد تعاظم الغيظ في نفسي المقاتلين،


وطفقا يبذلن أقصى الجهد، وأثناء قتالهما مع الزبير، ضرب أحدهما بسيفه بقوة شديدة يقصد وجه


الزبير. تراجع الزبير للخلف، وأرجع وجهه للخلف محاول تفادي الضربة، لكن طرف السيف نجح


في ضرب وجهه حتى جرح خده اليمن من أعله إلى أسفله، وشرع الدم يسيل غزيرا أحمرَ قاتما


من الجرح. فتعاظم الغضب في صدر الزبير حتى بلغ أوجه، ووصلت الحماسة فيه أقصاها،


فصرخ بكل قوته حتى دب الرعب في قلبي المُقَاتِلَينِ، وضرب الزبير بسيفه سيف المقاتل، فأزاحه

Free download pdf