رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

"آاااااااه" قال أكثرهم، بينما اجتاحت المفاجأة وعدم التصديق وجوههم جميعا. فهؤلء أهل


الصحراء، الذين عانوا المرين بعد الحرب المقيتة، ها هو أعظم رجال البقاء يزورهم، الرجل


الذي ظن جل الناس أنه مات منذ زمن بعيد.


انحنى الجميع احتراما للملك، ومنهم الزبير.


فقال الملك: مرحبا بكم، يا شعبي العظيم.


فاستقاموا جميعا، وبدؤوا يرحبون بالملك فرادى وجماعات.


فقال الملك: أنتم قبيلة عظيمة، بل من أعظم أهل مملكتي. وقائدكم رجل عظيم... عظيم جدا.


وعندما نحرر مملكتنا سيكون لكم شأن عظيم فيها.


احتلت الفرحة العارمة قلوبهم جميعا بمن فيهم الزبير، فرحة كادت تنسيهم سنوات الشقاء


والضنك والمعاناة.


ركب الزبير جواده، وقال: ائذنوا لي أن آخذ الملك في جولة في أرضنا.


فأفسح القوم المجال للفارسين، وقادا جواديهما، بينما أرى الزبير الملك أرجاء أرض قبيلة


السد. وبعد هذه الجولة وصل الفارسان دار الزبير، فترجل الفارسان، ثم قال الزبير: هذه داري، يا


مولي.


ثم أشار بيده إلى الدار، وقال: تفضل.


فتح الزبير باب الدار، ودخل الملك أول ثم تبعه الزبير، حتى وصل مجلس الضيوف، وهناك


اسود وجه الزبير خجل من تواضع المجلس.


لحظ الملك ذلك وسرعان ما قال: أيها الزبير، ما بالك؟! هل نسيت كلمي في خيمتي ذلك


اليوم؟! ألم أخبرك أنني أحكم على ما في داخل الناس ل على ما يملكونه؟!


عندها تلشى خجل الزبير، وابيض وجهه، وقال وهو يشير إلى البسطة: تفضل، يا مولي.


فجلس الملك، بينما ضيفه الزبير كأس قهوة، فطفق الملك يشرب، بينما ظل الزبير واقفا حتى


أذن له الملك: اجلس، أيها الزبير.


اتسم الملك بتواضع مهول أثار استعجاب الزبير، فقد جلس على البساط البسيط رغم أنه أعظم


أهل مملكة البقاء مترامية الطراف.


فجلس الزبير وصب قهوة في كأس وطفق يشرب بدوره.


بعد مدة قال الملك: أنتم تعيشون حياة صعبة جدا، على عكس حياتكم إبان الشيخ الراجل جدك.


ثم شد بيده على فخذ الزبير، وقال: لكن ل تخف... كل هذا سينتهي قريبا... بفضلك أنت...

Free download pdf