رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

كان الزبير متقدما في صفوف جيش البقاء، وكالعادة أمامه بيدق وخلفه وعلى جانبيه هلل


والقرط، وخلفه جل مقاتلي فرقة الزنوج. وقد طلب من هؤلء جميعا أن يظلوا معه طيلة المعركة،


وأخبرهم أنه ل بد وأن يقتل الملك ميمونا بيديه، وأل يفعل ذلك أحد آخر.


أرض المعركة، أحاطت بها الجبال، وقد حضّر الزبير عددا كبيرا من فرسان الكثبة الذين


يمتازون بحدة النظر ومن مسافات بعيدة جدا، وأمرهم أن يتمركزوا على هذه الجبال المحيطة


بأرض المعركة، وأوصاهم أنه في خلل الحرب، عليهم أن يطلقوا السهام النارية الكثيرة المتلحقة


بالتجاه الذي يذهب إليه الملك ميمون؛ حتى يعرف الزبير أين ذهب غريمه.


في تلك اللحظات العصيبة المثيرة، نظر الزبير إلى الملك ميمون، نظرات ملؤها الحرقة


والغضب، والنار تشتعل بداخله، ثم نظر إلى الملك قصي، وكأنه يسأله هل سينفذ وعده بأل يقتل


أحد الملك ميمونا إل الزبير، فأومأ الملك برأسه إليه ليطمئنه أنه منفذ وعده.


أشار الملك قصي لمقاتليه، فانطلقوا بسرعة نحو عدوهم، وحدث المر ذاته في الطرف الخر،


بعدما أشار الملك ميمون بيده لمقاتليه. ولما اقترب المقاتلون بعضهم من بعض، بدأ الرماة من كل


جيش يطلقون السهام الغزيرة المتلحقة على أعدائهم، فسقط القتلى من الطرفين. ثم اشتبك الجيشان


وجعل بعضهم يقتل بعضا. لكن القتلى من طرف الهيجاء كانوا أكثر بكثير، فمقاتلو البقاء أكثر


بكثير، وتاريخيا هم أقوى، وقد دُربوا تدريبا مكثفا قاسيا في الفترة التي سبقت الحرب. كذلك طبيعة


المنطقة القاسية ومناخها الحارق، كانا أمرين صعبين جدا على جنود الهيجاء، على العكس من


مقاتلي الكثبة الذين شكلوا جزءا كبيرة من جيش البقاء. ومع مرور الوقت ازداد قتل الثوار لجنود


الهيجاء، حتى باتت دماؤهم حناء حمراء محت لون رمال الصحراء الذهبي وحلت بحمرتها مكانه.


من طرف الثوار كان العمداء الثلثة هم القوى وبفارق كبير، ثم يليهم الزبير والمغيرة والمير


ريان، وهؤلء جميعا أظهروا قوة شديدة أرهبت أعداءهم وزرعت الرعب بينما جعلت سيوفهم


ترسل هؤلء إلى الحياة الخرة. ملك الهيجاء ميمون أبلى بدوره بلء ل بأس به، بينما أحاط حرسه


الملكي به من كل جانب.


وأثناء المعركة نفذ المقاتلون حادو النظر الذين زرعهم الزبير على الجبال المحيطة بالمعركة


أمره، وظلوا يطلقون السهام النارية باتجاه الملك ميمون كلما ذهب إلى مكان. وظل الزبير يتعقبه


وكأن همه الوحيد قتل الملك، في حين ترك مهمة تحرير البقاء للملك قصي والخرين.


وبعد حين اقترب الزبير من الملك ميمون. وهنا جعل بيدق وهلل والقرط يقاتلون حراس


الملك ميمون، في حين ركض الزبير نحو الملك، فضرب بسيفه يقصد الملك الذي صد ضربة


الزبير بسيفه، ثم ضرب الزبير من جديد فصد الملك الضربة بترسه، ثم ضرب الزبير مرة ثالثة


فتفاداها الملك بالعودة للخلف. وفجأة انطلق عدد كبير من حرس ميمون نحو الزبير، ولما لحظ


بيدق المتنبه جدا ذلك، أمر هلل والقرط باللحاق به لحماية الزبير فتقدموا الزبير، ووقفوا سدا


منيعا ضد حرس ميمون. استغل الملك ميمون الفرصة ولذ بالفرار من ذلك الموقع، بينما صرخ


الزبير: إني قاتلك اليوم، مهما حدث... مهما حدث... يا ميمون.

Free download pdf