laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
ولما علم الزبير بقدوم أمين وسمية لزيارته، استقبلهم في أكبر شرفات جناحه في القصر، حيث
وُجدت هنالك مجموعة من الرائك المصنوعة من الخشب البني الفاخر المنحوت والمزخرف
بجمال وإبداع، وقد علها فراش مريح فاخر، وعدد من الوسائد الفاخرة المريحة، وقد تلونت هذه
الفراش والوسائد بألوان متنوعة زاهية وجميلة، وأمام الرائك طاولت كثيرة مليئة بالفاكهة الشهية
وما لذ من الطعام والشراب.
وقد حملت سمية صرة صغيرة.
حالما رأى الزبير أمينا، احتضن الرجلن أحدهما الخر بحرارة بالغة، ل يفعل مثلها إل
الخوة.
وبعد العناق الحار، تبادل الرجلن التحية.
ثم نظر الزبير إلى سمية، وقال: كيف حال سيدتي؟
"بخير، أيها الزبير" قالت سمية مبتسمة، ثم سألت: وأنت كيف حالك؟
"بأحسن حال" قال الزبير، ثم أضاف: تفضل بالجلوس.
فجلس أمين وسمية أحدهما بجانب الخر على إحدى الرائك، ثم جلس الزبير على آريكة
أخرى.
وسرعان ما صب أحد الخدم الكثيرين الواقفين، القهوة للضيفين ثم صبها للزبير، وأنشؤوا جميعا
يشربون.
ثم قال أمين بهدوئه وأدبه الجم: لقد اشتقنا لك – أيها الزبير – كثيرا.
"بالفعل، لقد اشتقنا لك شوقا بالغا" قالت سمية.
فرح الزبير الذي رد: ليس كشوقي إليكم.
قال أمين: أريد أن أشكرك شكرا جزيل، أيها الزبير.
فسأل الزبير: علمَ؟
أجاب أمين: على كل شيء... من البداية وحتى النهاية... وأرى أن خيرك سيستمر وسيأتي من
قبلك المزيد والمزيد. شكرا لك، على تحرير البقاء، وهذا هو الهم... وشكرا لك على ما طالنا
جميعا من خير والذي منبعه اقتراحاتك على الملك.
قال الزبير: هذا واجبي، يا أمين. وأنتم تستحقون أكثر من ذلك بكثير.
ابتسمت سمية ووضعت يدها على فخذ زوجها، وقد تقاربا كثيرا وتراصت أجسادهما أحدها
على الخر. ومن جديد، وكالمرات الكثيرة التي سبقت، احتار الزبير واندهش؛ بسبب طريقة تعامل
سمية مع أمين، ومقدار المحبة والمودة بينهما.