رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

حالما التقى الرجلن، احتضن أحدهما الخر، والزبير يضع على خصره الخنجر الذهبي الذي


أهدته إياه سمية.


كلهما كان رجل مهيبا يحترمه الجميع، وقد تبادل الرجلن مشاعر الحترام هذه بينهما كذلك.


رحب الزبير بضيفه وجلس الرجلن، وضيف الخادم المغيرة ثم الزبير، وطفقا يشربان


ويأكلن.


تحادث الرجلن في مواضيع مختلفة، ثم قال المغيرة: أيها الزبير، أريد أن أؤكد لك مدى شكري


على كل ما فعلته.


تنهد المغيرة ثم قال: لطالما ظننتُ أنني أعظم رجل في البقاء... لكنني بعد أن عرفتك جيدا أيقنت


أن هنالك من هو أقوى وأعظم... أدركت أنني أقل منك بكثير...


شبك المغيرة يديه، ثم قال: أنت قدوة لكل الرجال في قوتك وعظمتك... لكن الهم هو أنك تفي


بوعودك، صادق، عظيم المروءة... وعدتني قبل سنوات طويلة بأمر بدا صعبا، أن تجعلني أميرا


على الفيحاء، وأن تمنحها الحكم الذاتي... وبعد سنين كثيرة أوفيت بوعدك، كما تفعل دائما ومع


الجميع.


ابتهج الزبير، وقال: ل تستسمن ذا ورم... وأنت رجل عظيم جدا وقوي جدا كذلك، ول تقل


عني.


فقال المغيرة: من الواضح أنك تتسم بالتواضع إلى جانب كل تلك الصفات!


وأكمل الرجلن حديثهما وكلهما سعيد؛ لنه يمتلك صديقا عظيما يشهد شهادة عظيمة له.


***


المغيرة لم يأت وحده إلى قصر الضيغم بل صحبه أحدهم، هذا ما عرفه الزبير في اليوم التالي


لزيارة المغيرة له. فقد أتت حورية إلى الزبير يصحبها عكرمة، الذي إن فارقها ظلها فلن يفارقها!


أتى أحد خدم الزبير إلى إحدى غرف جناح الزبير في قصر الضيغم، وأعلمه بمقدم حورية.


تفأجأ الزبير كثيرا، وتذكر لقاءه بها بعد الحرب الولى ضد ياقوتة، وخشي أن يتكرر المر. لكنه


سرعان ما خرج لستقبالها، بعد أن جعل أحد خدمه يرشدها إلى إحدى شرفات الجناح حيث


الكراسي والطاولت الفخمة والهواء العليل والمنظر السار للقلوب. أتى الزبير فوجد حورية


جالسة، وعلى مسافة ليست بقريبة ول ببعيدة، وقف عكرمة وهو يضع يديه الثنتين خلف ظهره،


وهو ينظر بنظرات قاسية جدا حادة، ويكاد ل يحرك عيونه ول أي جزء من جسده، لكأنه تمثال.


وقف الزبير أمام حورية، وشعر بارتباك كبير، والتزم الصمت وهو ينظر إلى جسدها المكتنز


المغري!

Free download pdf