رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

وفي هذه الثناء كلها انطلق بيدق وهلل والقرط بعد أن استلوا خناجرهم، وطفقوا يقتلون قادة


الجيش الجالسين على المنصة الواحد تلو الخر، وحالما فرغ الزبير من قتل جاسم، انضم إليهم في


اغتيال قادة الجيش، وعاونهم عدد من قادة الجيش الذين هم أصل من بدو الكثبة! معظم قادة الجيش


الذين اغتيلوا هم من الكبار في العمر، الذين أوهنهم مَرّ السنين، وجعلهم لقمة سائغة أمام الشباب


الصارخ للزبير والنسور السوداء والقادة الموالين للزبير. وهكذا استمروا في اغتيالهم الواحد تلو


الخر، حتى انتهوا منهم جميعا، وعاون على قتلهم عنصر المفاجأة الذي وقف في صف الزبير


ومن معه. وقد ركز الزبير عند التخطيط للمذبحة، على أن يكون قادة الجيش هم أول من يقتل على


المنصة، وليس أقارب الملك والوزراء والحاشية، وذلك لن القادة هم القوى جسديا بين هؤلء


جميعا، وإذا فرغوا منهم فستكون مهمة الفضاء على الخرين أسهل وأسرع بكثير. وهذا ما حدث،


فحالما فرغ الزبير وفريقه من قتل قادة الجيش، بدؤوا بقتل أقارب الملك والوزراء – الذين اختارهم


الزبير ذات يوم – وحاشية الملك. حاول كثير من هؤلء الهرب من قبضة الزبير ومن معه، حتى


إن بعضهم حاول رمي نفسه من على المنصة إلى أرضية الساحة، إل أن الزبير ومن معه اتسموا


بالقوة والسرعة والحزم، وقتلوا الجميع الواحد تلو الخر.


وفي هذه الثناء كلها، بدأت أغلبية الحضور على المدرج – والذين هم من بدو الكثبة – بقتل كل


من حولهم ممن ليسوا منهم، حتى الذين استسلموا ولم يقاتلوا، لم تسلم حياتهم من أن تتذوق سيوف


البدو وخناجرهم.


وحالما أجهز الزبير ومن معه على المنصة على جميع من فيها، رمى الزبير سيفه وخنجره من


فوق المنصة ليسقطا على أرضية الساحة، ثم ركض بسرعة، وبلياقة عالية ورشاقة ل توصف،


وقفز من على المنصة – رغم ارتفاعها عن الرض - بقوة جبارة، حتى نزل على أرضية الساحة،


فجلس لوهلة جلسة القرفصاء، لكنه سرعان ما أسند نفسه بكفه، ونهض وأمسك بسيفه وخنجره.


وفي هذه الثناء، كان اثنان من أعداء الزبير يتجهان نحوه، ضرب أحدهما بسيفه يقصد رأس


الزبير، فتفادى الزبير الضربة ثم جرح عنق غريمه بسيفه، ثم هاجمه الثاني بسيفه فصد الزبير


الضربة بسيفه، وتبادل الضربات بسيوفهما مرة، قبل أن يطعنه الزبير بخنجره طعنة أجهزت


عليه. وبعد أن قفز الزبير، قفز النسور السوداء بسرعة وقوة كبيرتين لكنهما ل تصلن لسرعة


الزبير وقوته. وبدأ أعوانه على المنصة، يقفزون إلى أرضية الساحة. وهكذا انضم الزبير والنسور


السوداء وموالوه ممن كانوا على المنصة إلى زملئهم المقاتلين في الساحة. وأخذ قيس وسهيل


وداهية الكثبة والنسور السوداء وسائر بدو الكثبة يقتلون من حولهم دون رحمة، بقوة وعنف، لكن


أقوى من على ساحة الوغى كان الزبير وبفارق كبير عمن يليه. اتسم بالقوة والسرعة وشدة البأس.


وما ميز المشهد أيضا، هو كيف كان الزبير يحفز معاونيه بثقة وثبات؛ إذ جعل يخاطب من رآهم


من مقاتليه ويحفزهم على القتال وقتل أعدائهم.


"حمدان، اقتل ذلك"


"يا هاني، ل ترحمهم"


"هيا، يا أسعد، أجهز عليهم جميعا"

Free download pdf