laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
وأكمل: الخلصة، هو كما أن مكاسب الملوك كبيرة، فمخاسرهم كبيرة... لقد وعيت جيدا هذا،
عندما قتل أبي، وقررت أن أغض الطرف عن المملكة التي قتلته، فهم خسروا من رجالهم كما
خسرت... ما أريد إخبارك به، هو أنني مضيت في الحياة، ونسيت، ولهذا أنا أعيش في سلم
الن... ل أعني السلم مع الخرين، وإنما أعني السلم الذي بداخلي...
ثم علّى من نبرته، وأكمل: وأنت، يا ريان، عليك أن تنسى، لكي تعيش السلم بداخلك.
ساد صمت طويل في الغرفة، ثم رد ريان: قصتك مختلفة جدا عن قصتي. أنا عشت طفولتي
وشبابي أعاني مر الفقر والهرب والنكسار والذل بعد غنى القصور وعزتها. وبعد ذلك أتى الفرج،
وعدت إلى كل هذا، ثم فجأة ضاع كل شيء من جديد. أن تتكرر المأساة، الطامة مرتين، أمر ل
يمكن التغاضي عنه أو نسيانه... أتظن المشكلة في خسارتي لبي فقط؟ أنت خسرت أباك فقط، أنا
خسرت أبي وأمي وأختي وجل عائلة الضياغم... خسرت حكمي ومُلكي... ثم فررت كالنساء،
فخسرت كرامتي، واحترام الشعب لي... الموت أرحم مما أنا فيه.
أحس السلطان بمدى اللم الذي يشعر به ريان، وقرر المغادرة، بيد أنه قبل أن يفعل ذلك، قال:
ربما هنالك الكثير من الصحة في كلمك... أرجوك، فقط، أن تتفكر بكلمي جيدا، وأن تحاول
النسيان.
بعدها نهض وغادر الغرفة.
***
لم يكن الزبير إنسانا عاديا، وبعد توليه الملك، لم يكتف بالمشاهدة والمراقبة، وانتظار الفعل
للقيام برد عليه، بل بادر هو بنفسه لصنع الفعال.
لقد علم الزبير أنه عاجل أم آجل، ل بد وأن يحاول ملكا ياقوتة والهيجاء النتقام ومعاودة
احتلل ما فقداه من أراض في البقاء، ولكنه علم أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، لذا بادر
بالفعال تجاه المملكتين المجاورتين؛ لشغال كل منها بأمورها الداخلية؛ فل تتفرغ للهجوم على
البقاء.
لم يرد الزبير احتلل أي أرض من المملكتين المجاورتين؛ وذلك لن مساحة المملكتين
المجاورتين شاسعة ويحتاج عشرات أضعاف عدد الجنود الذي يملكه لفرض السيطرة على
أراضيهما. كما أنه بعد النقلب الذي أنجزه، هو أراد التركيز على الداخل، وإخماد أية ثورة ممكن
أن تنشب، وإبقاء الشعب راضخا، إن لم يكن بالسلح فبالحذاء! لذا لم يرد أن ينشغل عن ذلك
بحروب توسعية هو في غنى عنها.
لكنه أراد في الوقت ذاته أن يصرف المملكتين المجاورتين عن إيذائه، ووجد الطرائق المناسبة
لذلك.