laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
فقال ريان: أتدري أمرا؟! الن أفهم لم ظل والدي يرفض خططي لتحرير البقاء عندما كنا في
جبال اليبس. لنه كان يائسا، وفقط خطة الزبير المحكمة جدا هي ما أعادت المل له. لقد كان
الشباب وحماسته يتفجران مني آنئذ؛ لذلك ظللت أحيك الخطط... أما الن فقد تقدم بي العمر،
وتجمعت عبر السنين علي النوائب... وغدوت خائر القوى... أرجوك، يا عماد، إن كان لي عندك
معزة، دعني الن وحيدا، أتالم في صمت، بعيدا عن أي شيء يذكرني بما حدث.
حزن عماد لكلم صديقه اليائس، واقتنع أن ريانا الشاب القوي المتحمس ذات يوم مات، وبات
مكانه عجوز يعيش في جسد رجل - في منتصف العمر- ينتظر الموت بهدوء. لذا قام وترك صديقه
تلبيه لطلبه.
***
وبعد شهور من إقامة المير ريان، في قصر السلطان زاهي، أتى الخير لزيارته.
دخل على الغرفة، فوجد ريانا يجلس جلسته اليائسة نفسها، وهو مرتخٍ وجسده متدل في
الكرسي، ينظر بيأس وحزن من النافذة.
"كيف حالك، سمو المير؟" سأل السلطان زاهي.
نظر إليه المير ريان، ثم عاد ينظر من النافذة، وقال ببرود وجفاف: بخير.
لم يستإِ السلطان زاهي من عدم احترام ريان له، وهو السلطان العظيم؛ فقد قدر الحالة النفسية
المزرية التي عاش فيها الخير.
جلس السلطان على كرسي آخر في الغرفة، وبعد مدة قال: هل تعتقد أنك الوحيد الذي عانى من
أحداث سيئة في حياتك؟!
لم يجب ريان.
تنهد السلطان، ثم قال: هل تعرف كيف أصبحتُ سلطانا؟.. لقد قتل أبي في حرب مع إحدى
الممالك المجاورة. بعدها بويعت سلطانا. توقع الجميع أنني سأذهب وأنتقم لبي. وهذا بالفعل ما
فكرت به. لكن في النهاية، قررت أن أنهي الحرب، وأحقن الدماء، ووقعت سلما مع المملكة
المعادية. ليس لنني ل أحب أبي، وليس لنني ضعيف، وليس لنني جبان... العامة يظنون أن
الملوك محظوظون، وأن حياتهم مليئة بالسعادة... ربما هذا صحيح إلى حد بعيد، لكن ما ل يعرفه
العامة، أن القدر إذا عبس في وجه أي ملك، فإنه سيؤذيه أذى عظيم ل يمكن أن يشهد أحد من
العامة مثله. فالملك دائما خسائره عظيمة إذا خسر. إما أن يخسر جزءا من بلده، أو أن يكرهه حتى
ابنه، ويتمنى موته ليصبح محله... وفي أية لحظة غفلة بسيطة، يمكن أن ينقلب عليه أي رجل في
جيشه، ويطيح به...
لقد أشار الملك في جملته الخيرة، إلى ما فعله الزبير تجاه الملك قصي.