laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
ساد صمت مدو في القاعة لمدة طويلة، ثم قال أمين المستغرب بنبرة ملؤها الستهجان: ولم
أفعل ذلك؟!
أسوأ شيء يمكن أن يفعله أمين في حياته هو تطليق سمية؛ فقد أحبها بجنون وشعرت هي
بمشاعر مشابهة بل أقوى تجاهه.
تفكر أمين بسرعة ثم قال متعجبا: لتتزوجها أنت، أليس كذلك؟!
تنهد أمين ثم وقف بسرعة، وصرخ في الملك الزبير: أمجنون أنت؟! ما درجة المرض الذي
أصاب قلبك والعته الذي أصاب عقلك؟! تطلب من رجل أن يطلق زوجته لتتزوجها أنت؟!
فقال الزبير بحزم: كيف تحادثني هكذا؟!
فقال أمين: ل أستغرب كل هذا من رجل خسيس غدار، قتل رجل اعتبره أعز من ابنه على
قلبه، قتله غدرا وخيانة.
فوقف الزبير، وقال بحزم: ستندم على هذا الكلم.
ابتعد أمين عن الكرسي، واقترب مسافة قليلة باتجاه الزبير.
ثم رد أمين: افعل ما تشاء.
فقال الزبير وهو يشير بسبابته اليمنى بقوة: ستطلقها رغما عن أنفك شئت أم أبيت.
سكت لمدة ثم أضاف بهدوء: إن كنت تحبها، فطلقها؛ فهي تستحق رجل أعظم منك بكثير... أنت
مجرد رجل يملك مال كثيرا، ول يميزك أي شيء آخر... أنت لست ندا لمرأة عظيمة جدا ل مثيل
لها مثل سمية... يجب أن تتزوج رجل عظيما مثلها أو أعظم... وليس هنالك خير مني!
"أنت مجنون ومريض فعل" قال أمين بثقة.
رد الزبير: سأقتلك إن لزم المر.
قال أمين: افعلها، وأوقن أنك ستسعى لذلك... ولست أخاف الموت، ومستعد له من أجل سمية...
وحتى عندما تقتلني لن تقبل بك؛ لنها تحبني أنا، ولم تحبّ رجل غيري قط ولن تحب رجل غيري
أبدا...
ثم طقق يرمي الزبير بنظرات الحتقار من العلى للسفل، ثم أضاف: وحتى إن حدث ذلك،
فلن يكون حبها لرجل معتوه قذر خائن قتل أباه وأمه وأخته... وال وحده يعلم ما العمال القذرة
الخرى التي فعلها في حياته ول يعلم بها سواه.
تذكر الزبير فورا قتله لخيه دريد، فعبس بشدة ونهض ثائرا واتجه نحو أمين بسرعة، ورغم أن
أمينا لم يكن ندا للزبير بالقوة الجسدية ول بالقتال؛ إل أنه لم يخف ولم يهتز من الداخل.