رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

وقف الزبير بالقرب من غريمه وبات أمين يشتم رائحة أنفاس الزبير الحارة المتسارعة من شدة


الغضب.


جعل الرجلن يحدقان بغضب أحدهما في غريمه.


وبعد مدة من هذا، التف أمين وبدأ يغادر مسرعا غاضبا.


فصرخ الزبير: انتظر.


فوقف أمين، وظهره للزبير.


فقال الزبير: إياك وأن تخبرها... إذا فعلت ذلك، فاعتبر نفسك مقتول.


ضحك أمين بسخرية، ثم قال: ل أخاف الموت... أتظنني مثلك، أيها الجبان.


أثارت كلماته حنق الزبير، في حين غادر القاعة في قمة السرعة والغضب.


***


أراد الزبير أن يضيق على أمين بأية طريقة، ومنذ النقاش الحاد بينهما طفق الزبير يتفكر بعمق


كيف يفعل ذلك. وكعادته، نجح بعد التفكير العميق والمطول في الوصول لحل. فبعد إنشاء المملكة


الجديدة بنحو الستة أشهر، عادت التجارة بين البقاء من جهة وبين كل من ياقوتة والهيجاء من جهة


أخرى. لم تكن التجارة كعهدها قبل الحرب المقيتة، لكنها لم تكن بالحجم القليل. وقد كان أمين –


بالطبع - من التجار بين البقاء والمملكتين المجاورتين، وقد اتجر بكميات ضخمة من البضائع.


لذا بعد النقاش الحاد بينه وبين الزبير، أصدر الخير قانونا بأن أي رجل يُدخل بضائع أو أموال


بقيمة خمسة آلف درهم أو أكثر، فإن نصفها سيذهب لخزينة الدولة! وهذا المبلغ في ذلك الزمان


والمكان هو مبلغ هائل! اتسم القرار – بالطبع – بالغرابة، وظن الناس أن الزبير هدفه استغللهم،


وأن يسعد على حسابهم.


فهم أمين الرسالة جيدا، ولكنه لم يكن امرأ سهل على الطلق، واتسم بالذكاء منذ صغره. لذلك


حل هذه المشكلة بأن جعل يقسم البضائع أو الموال التي سيدخلها للبقاء على عدد كبير جدا من


الرجال، بحيث ل تأخذ الدولة أي جزء.


وإذا اتسم أمين بالذكاء، فإن داهية الكثبة اتسم بالدهاء الشديد، وعلم بما يحدث من خلل عيونه


المنتشرين في كل مكان، حتى في المملكتين المجاورتين. فأعلم الزبير الذي شعر بكيد عظيم،


وتعاظم الحنق الهائل الذي بداخله تجاه أمين أضعافا مضاعفة.


***


وذات يوم أتت سمية إلى قصر الكثبة للقاء الزبير. تفاجأ حين علم بمقدمها، وأيقن أنه سيحدث


أمر ليس بالمحمود. لذا دعاها إلى قاعة النسور السوداء في القصر، وطلب أل يدخل عليهما أحد


حتى حراسه.

Free download pdf