laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
وبينما اقتربت بخطئ بطيئة جدا، تسارعت دقات قلبه وأنفاسه، ولما أصبحت قريبة جدا منه
صفعته صفعة قويا جدا، لكأنها صفعة بقوة ألف رجل، صفعة لم يشهد الزبير لها مثيل قط. وكأن
هذا أمر بسيط ول يكفي، فأتبعته بأن بصقت في وجهه، وهي تقول بغضب: هذا هو ردي، أيها
الحقير. لقد جعلت صديقك ملك الهيجاء يقتله، وألفتما تلك اللعبة المضحكة عن قطاع الطرق،
وظننت أن كل هذا سينطلي علي! لقد قتلته، أيها الوغد. هو عرف أنك ستفعل ذلك، وأنا عرفت أنك
ستفعل ذلك، والكل عرف.
ومسبقا، سمعت سمية بالشائعات عن الصداقة السرية بين الزبير وملك الهيجاء؛ ما دفعها إلى
وضع استنتاج عن أنهما اتفقا على تصفية أمين.
صمتت ثم أضافت: ولكن اعلم جيدا أنك ستدفع الثمن غاليا... أعدك أنه حتى لو أفنيت عمري
حتى آخر لحظة في سبيل ذلك، فإنه حادث ل محالة.
ثم ابتعدت عنه للخلف، وصرخت بأعلى صوتها: انصرف، أيها الحقير.
في حقيقة المر، كانت تلك اللحظات الكثر إهانة التي تعرض لها الزبير في حياته، والكثر
إذلل دون منافس.
نظر إليها بعينين جاحظتين مفتوحتين على أقصى اتساعهما، وتسارعت أنفاسه ودقات قلبه،
حتى كاد يتوقف عن النبض. أي إنسان في الكون - أكان رجل أم امرأة، أكان عدوا أم صديقا – لو
فعل ربع ما فعلته سمية لغادر الحياة. الستثناء الوحيد هو من فعل كل هذا، أل وهي سمية.
وبينما وقفت سمية هناك مكسورة القلب، غادر الزبير هو الخر مكسور القلب، ووجد بالخارج
النسور السوداء، وبقية وفده، وقد استمعوا جميعا إلى ما حدث، مما عمق جراحه أكثر وأكثر.
***
عاد الزبير إلى حجرته الخاصة في قصر الكثبة، وجلس هنالك على كرسي في الغرفة، وهو
ينظر من النافذة حيث تنساب أشعة الشمس من النافذة والستارة التي تغطيها. جلس هنالك مطأطئ
الرأس، ذليل للمرة الولى في حياته. وما انفك يمسك بالخنجر الذهبي الذي أهدته إياه سمية، ظل
يمسك به وهو يتذكر اليوم الذي أهدته إياه فيه. لقد كان هذا الزلزال أسوأ ما حدث في حياته.
وطال حاله هذا أياما وأسابيعَ وشهوراً!
***