laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
لقد كان المغيرة كسائر أمراء الثورة مستاءً من تصرفات الزبير، ل سيما ما فعله مع الملك
الهارب وآله، ثم ما ظن المغيرة أنه فعله مع أمين.
تفهم الزبير المر، فقال: أيها المغيرة، ما عهدته عنك أنك رجل شديد قاس، وعليك أن تتفهم أن
الحياة ل بد في من تضحيات... أنا لم أكره الملك الهارب يوما، بل على العكس اعتبرته أبا لي...
لكن مصلحة البقاء تقتضي فعل ما فعلتُه... وأنا لم أوذيك ولم أسئ إليك على الطلق في حياتي،
فلم كل هذا الغضب؟!
وبالتأكيد عرف الزبير جيدا، أن ما دفعه لفعل ما فعله تجاه الملك الهارب لم يكن أبدا مصحلة
البقاء!
ابتسمت حورية ابتسامة مثيرة، وقالت: اعذر المغيرة، يوما ما سينسى كل شيء حدث، وسيدرك
أن ما فعلتَه هو الصحيح.
لم يعجب المغيرة ما قالته، لكنه لم يعلق.
فحاول الزبير من جديد استمالة المغيرة إلى صفه، فسأل: كيف أمور الفيحاء؟
ومن جديد أجاب المغيرة بجفاف وغضب: هي بخير... ل شيء جديد يذكر.
ثم قالت حورية، ووجهها تعلوه التعابير المثيرة الخبيثة: دعنا من الفيحاء... ل بد أيها الزبير أن
هنالك أمراً هاما أتى بك إلى الفيحاء!
لقد عرفت حورية لماذا أتى الزبير، وأنه أخيرا وافق على خطتها، وأرادته أن يعرف جيدا أنها
تعرف.
تفهم الزبير مغزاها، وأجاب: نعم... بالفعل... أمر هام... وما أهم من رؤية المرء لصديقه؟!