laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
تنهد الزبير، ثم قال وهو ينظر إلى حورية: هل تسمحين لي بمحادثة المغيرة على انفراد؟
اتسعت ابتسامتها، وقال بصوت قمة في النعومة والدلل والثارة: بالتأكيد.
قامت ورحلت وظل الرجلن الصديقان معا.
ثم قال الزبير: أيها المغيرة... أريدك أن تعرف أنك صديقي، وستظل صديقي للبد... حتى لو ما
فتئت غاضبا مني وحاقدا علي... ما حدث قد حدث، ورحم ال الملك الهارب... أريد أن أعترف أنه
لولك ما حدثت الثورة، ولولك ما صرتُ ملكا... ل أظن أنني أسأت إلى شخصك يوما ما... وإذا
فعلت ذلك في أي يوم قادم، فأرجو أن تسامحني من كل قلبك... وتذكر دوما أن الحياة ل بد فيها من
التضحيات.
أحس المغيرة بغرابة كلم الزبير، ثم قال: أنت لم تسئ إلي شخصيا في أي يوم، لكن ما فعلته
فيه إساءة لكل مواطن في البقاء، وأنا منهم، ول أعتقد أن أي أحد منا سيقدر على أن يسامحك يوما
ما؛ لن مسامحتك تعني خيانة البقاء!
انزعج الزبير كثيرا من كلم المغيرة، وشعر بغضب عارم، لكنه لم يرد على المغيرة، وقال:
ائذن لي.
وقام الزبير، واتجه إلى منزل بجوار منزل المغيرة، خصص للزوار القادمين إلى الخير. وأقام
الزبير هناك مع النسور السوداء وخدمه.
لم يمر وقت طويل، قبل أن تأتي حورية للقاء الزبير، فقد توجهت إليه في مساء اليوم نفسه.
ولكنها لم تأت وحدها، وإنما كان معها ظلها عكرمة.