laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
تحادث الرجلن في الدار، وأخبره الزبير بأنه يريد إرساله إلى ملك الهيجاء ليفاوضه.
"أريدك أن تنجز المر بأية طريقة ممكنة" أخبره الزبير.
فابتسم ضرار ابتسامته الصفراء التي تسلب اهتمام كل من يراها، وقال: اعتبر المر منتهيا.
فقال الزبير: لك جائزة كبيرة إذا نجحت.
فرد ضرار بذكاء: جائزتي محبتك ورضاك.
توجه ضرار على رأس وفد من فرسان الكثبة إلى القاسمة عاصمة الهيجاء، ووصل قصر الملك
هزيم، والتقى به، وعرفه بنفسه وبمن معه وأنه أتى بغية عقد هدنة طويلة معه. لم يجد الملك بدا من
الترحيب بهم واستقبلهم ضيوفا في قصره.
وقبل الملك ببدء التفاوض مع رسول الكثبة ومن معه، وأنشؤوا يتفاوضون ويطلب كل طرف
من الطرف الخر أمورا يريدها. تشبث كل الطرفين بمطالبه، وأبدى كلهما عنادا صلبا على
موقفه. لكن ضرارا كان أصلب وأقوى؛ فقد تذكر كلم الزبير بأن الملك سيقبل عاجل أم آجل
بشروطهم.
وبعد أسابيع من المفاوضات رضخ الملك لشروط أهل الكثبة؛ وذلك لن ضرارا امتاز بأنه
مفاوض مراوغ ل مثيل لدهائه في المفاوضات، ولن الملك كان يتعرض لضغوط هائلة بسبب ما
يحدث لقوافل مملكته، كما أنه علم أن الطموح وحده ما قاده لجتياح صحراء الكثبة التي ل خيرَ
كثيراً فيها ل سيما في جزئها الشرقي.
وقد قدم ضرار تنازلت منطقية وواقعية لصالح الملك؛ فقد علم الزبير أنه مهما وقف في موقف
القوة، فإن أي مفاوض ل بد وأن يقدم تنازلت ليحصل على ما يريد.
وفي النهاية أقر الطرفان معاهدة هدنة مدتها مدى الحياة، تضمنت توقف قبائل الكثبة عن
مهاجمة قوافل الهيجاء وتعهدهم بأن ل يحاولوا الهجوم على فيلق الهيجاء، مقابل انسحاب فيلق
الهيجاء مسافة بعيدة باتجاه الغرب بحيث يستطيع أن يستوطن أهل الكثبة في غربها على أن تظل
بعض الجزاء الغربية من الكثبة تحت حكم ملك الهيجاء. كما تضمنت أل يتدخل ملك الهيجاء
بالكثبة على الطلق وأن يتعهد بأل يحاول مجددا أن يتوغل شرقا في الكثبة وأل يهاجم أيا من
أهلها. وتضمنت أن يسلم الشيخ دريد كل من أسرهم من قوافل الهيجاء إلى الملك مقابل أن يسلم
الملك هزيم كل من أسرهم من أهل الكثبة إلى الشيخ.
سُر الزبير كثيرا بنجاح ضرار، وقال: ما أذكاك! وما أدهاك! أنت "داهية الكثبة".
وبات هذا لقبه لدى الجميع منذ ذلك اليوم، حتى كاد ينسى أن اسمه ضرار!
***