(( 5 ))
بعد توقيع معاهدة الهدنة مع ملك الهيجاء، بدأ الزبير فورا بالتفكير بخطة للنتقام من حكام
الهيجاء وياقوتة على حد سواء.
وما عزز رغبة الزبير، هو تضييق ملك الهيجاء وياقوتة على أهل الكثبة ومنعهم من التجار
مع غيرهم.
أمضى الزبير سنينَ وهو يحبك الخطة حتى وصل إلى أفضل وجه ممكن لها.
وبعد ذلك اتجه على فوره إلى دار أخيه الشيخ دريد.
تبادل الخوان التحايا ثم جلسا.
ضيف الشيخ أخاه، وبعد حين قال الزبير: أخي العزيز، أريد أن أعرض عليك أمرا.
لقد وثق الزبير أن أخاه لن يرفض طلبه؛ ل سيما أنه في مصلحة أهل الكثبة.
"تفضل، أيها الزبير" رد الشيخ.
فقال الزبير: إن قومنا يعيشون بضنك، وجدنا وملك البقاء وأهله غدر بهم، والبقاء باتت موطنا
لعدائنا يرتعون ويمرحون فيها.
سكت الزبير قليل، ثم أضاف: علينا أن نفعل شيئا حيال كل هذا.
استغرب الشيخ دريد، وقال: وماذا عسانا أن نفعل؟!
فقال الزبير: لقد أعددت خطة تمكننا من الثأر ومن تحرير البقاء.
زاد استغراب الشيخ، لكنه لم يقلل من كلم الزبير، فقال: أخبرني بها.
طفق الزبير يشرح خطته التي أمضى سنين كثيرة يعد لها، وشرحها لخيه من أول خطوة حتى
أخر واحدة، وذكر أصغر تفصيل وأدق تفصيل قد تحتاجه الخطة لتنجح.
أنصت الشيخ دريد بإمعان للخطة.
لما فرغ الزبير من الشرح بعد زمن طويل، تعجب الشيخ من هذه الخطة التي بدت مستحيلة
ومن عالم الخيال، وحكايات السحر والجن التي ترويها نساء الكثبة المسنات لحفادهن.
حتى إنه هم بالضحك، لكنه كتم ضحكته توقيرا للزبير الذي احترمه بكل ذرة من ذرات قلبه.