رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

تنهد الزبير بعمق، ثم شرب ما تبقى في الفنجان من القهوة، ثم قال: أنت تعرف حالي جيدا، يا


دريد، وتعرف أن ما بها هو بسببك.


عبس الشيخ وقال: أل تمل من الحديث في المر نفسه مرارا وتكرارا؟! لقد تناقشنا كثيرا في


المسألة وأخبرتك برأيي النهائي فيها.


عبس الزبير بدوره واحمر وجهه، وقال: يا دريد، يجب أن نثأر لجدي، ل يمكننا أن نعيش بدون


ثأر، يجب أن ننتقم من ملوك الهيجاء ونمرغ أنوفهم بالتراب.


رد الشيخ دريد: هذا لن يحدث، أيها الزبير. كم مرة أخبرتك بهذا؟! أنا غير موافق على هذا


المر، وحتى لو وافقت، فلن نستطيع هزيمة ملوك الهيجاء الذين يملكون جيوشا جرارة. نحن نكاد


ل نستطيع الحفاظ على ما تبقى من أراضي الكثبة من مخالب الملك ))ميمون((، فكيف بنا نهاجمه


ونثأر منه؟!


والملك ميمون كان ملك الهيجاء في اللحظات التي تحادث فيها الخوان، وهو ابن الملك الراحل


هزيم.


رد الزبير بثقة: لقد أخبرتك مرارا بخطتي التي ل يمكن أن تفشل.


فقال الشيخ باستغراب: خطتك؟!... أن نوحد ما تبقى من أراضي البقاء وأن نعيد ملوك الضياغم


ملوكا على البقاء، ثم نحرر الراضي التي احتلها ملوك الممالك المجاورة... بال عليك، أيها


الزبير، أهذا كلم يقبله عاقل؟!


فرد الزبير بحزم: نعم، خطتي تلك. لقد فكرت بها لسنوات، وحبكت أدق تفاصيلها. صدقني هي


خطة كاملة، ول يمكن أن تفشل مهما حدث.


رد الشيخ بجدية: أيها الزبير، لقد انتهى كل شيء، مملكة البقاء لن تعود مهما حدث، لقد باتت


سرابا في التاريخ كالسربة التي نراها في صحرائنا. إن علمتني الحياة شيئا، فهو أن تَقَبّلَ الهزيمة


والرضا بها من شيم الرجال الشداء، وإن لم يفعلوا ذلك فسيظلون يتجرعون هزيمة تلو أخرى


حتى يقضى عليهم.


لقد خذل مملكة البقاء من خذلها، وتهاون عن الدفاع عنها من تهاون، وحكمها مغفلون لم يشتموا


رائحة الغدر والمكيدة، فاختفت هذه المملكة، ول أريد للقبائل التي أحكمها أن تختفي مثلها.


ثم قال بصوت هادئ: حالنا الن هو أفضل حال يمكننا العيش فيه.


استفز كلم الشيخ الزبيرَ استفزازا عظيما.


ازداد عبوس الزبير، وقال: لقد مللت من تكرار هذه المسألة معك، أهذا آخر كلمك، يا دريد؟


"نعم" رد الشيخ.


فقام الزبير، وقال: أنا سأذهب، إلى اللقاء.

Free download pdf