laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
قال الزبير بثقة وهدوء: ل تخف، يا قيس. كل شيء عندي محسوب بحساب دقيق. احتمال أن
يحدث مكروه لسهيل معدوم... ثق بي جيدا، ول عليك.
في اليوم التالي، سافر الزبير ومعه سهيل باتجاه جبال اليبس، وبعد أيام من السفر المتواصل
وصل هناك، فنزل في النزل نفسه الذي نزل فيه الزبير المرة الماضية.
وبعد أيام أتى القائد نفسه الذي أتى إلى الزبير المرة السابقة، ومعه هذه المرة تسعة مقاتلين، وقد
كانوا جميعا وقائدهم ملثمين كالعادة.
سأل القائد الزبير وهو يشير إلى سهيل: ما صلة هذا بك؟
فأجاب الزبير: هذا ابن أخي، سهيل. وهو أقرب الناس إلى قلبي.
ثم انحنى الزبير للسفل، ووضع يديه على كتفي سهيل وقال له: اذهب معهم، يا سهيل. ول
تخف ولو للحظة واحدة؛ فأنا أفديك بروحي.
ثم أخرج صرة مليئة بالنقود وأعطاها سهيل، وهو يقول: هذه لك، لتشتري ما تحتاجه.
ثم أضاف: سأعود لك بعد بضعة أيام، فل تخف.
أومأ سهيل برأسه موافقا، ورغم صغر سنه وغرابة ما يحدث، إل أنه لم يشعر بالخوف على
الطلق؛ فقد وثق بعمه أتم ثقة.
اقترب ثلثة من المقاتلين وأخذوا سهيل بهدوء ورحلوا بينما نظر الزبير إلى حبيبه. لم يقلق
الزبير عليه؛ لنه وثق بأنهم لن يؤذوه فالزبير لم يضمر أية خطة ليذاء الملك الهارب.
بعدما رحل سهيل والمقاتلون الثلثة، قال القائد: تذكر جيدا ماذا سيحدث لقرب الناس إلى قلبك،
لو آذيت الملك بأية طريقة.
أومأ الزبير برأسه مظهرا تفهمه الكامل.
بعدها قال القائد: هيا، سنبدأ رحلتنا إلى الملك قصي.
"هل تحمل أي سلح؟" سأل قائد المقاتلين الزبير.
أجاب الخير: نعم، أحمل سيفي إضافة إلى خنجر.
"اتركهما هنا في غرفتك، فلن تصبحهما معك." قال القائد بنبرة جادة.
فك الزبير السيف المربوط على حزامه، ثم فك الخنجر المربوط على حزامه من الخلف، ثم
وضعهما على طاولة بالغرفة.
"اقترب مني." قال القائد.
فاقترب منه الزبير.