رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

ولم يتوقف الجمع سوى كل ليلة للنوم – الذي لم يستغرق وقتا طويل - وظهر كل يوم لتناول


الطعام والشراب الذي يحملونه، حيث كانت هذه الوقات هي الوقات الوحيدة التي يزيلون فيها


العصبة عن رأس الزبير ليتمكن من الشرب وتناول طعامه، وحالما يتنهي من ذلك، يربط أحدهم


العصبة من جديد حول رأسه.


لم تكن رحلة ممتعة للزبير، وهو يتحرك كل هذه المسافات الطويلة، ويمضى كل هذه اليام


والليالي ل يرى شيئا كأنه أعمى. لكنه استعد لفعل المستحيل ليرى الملك وينفذ خطته.


ومرت اليام على هذا الحال من السفر الشاق، وفي ليلة اليوم الخامس من السفر وصل


المسافرون إلى مكان معين، وهناك سمع الزبير قائد المقاتلين المسافرين معه يقول: مرحبا.


فرد عليه أناس: أهل بكم.


وجعل المصاحبون للزبير والناس الخرون يتبادلون التحايا.


بعدها سمع الزبير صوت ترجل المقاتلين الذين معه وقائدهم عن خيولهم. بعدها اقترب أحدهم


من الزبير وساعده في الترجل عن جواده. بعدها انطلق الجمع يقودهم قائدهم بينما رجع الفارس -


الذي ساعد الزبير على الترجل – خلف الزبير وجعل يوجهه باتجاه المكان الذي يقصدونه. وبعد


مسير ليس بطويل دخلوا مكانا معينا.


عندها سمع الزبير قائد المقاتلين يقول: مولي الملك، لقد أحضرناه إليك.


بعدها مباشرة فك الفارس - الذي صاحب الزبير - العصبة من على عيني الخير.


شرع الزبير فورا ينظر في أرجاء المكان. كان بداخل غرفة ما. أول ما رآه هو رجل كبير


بالعمر قوي البنية متوسط الطول، بشرته سمراء قليل، وشعر رأسه خفيف أبيض في معظمه وله


لحية وشارب خفيفان جدا، لونهما أبيض يتخلله سواد قليل. وكان يجلس على عرش في آخر


الغرفة. وعلى مسافة قريبة منه على يمينه جلس شاب حاد النظرات، قوي البنية مفتول العضلت،


طويل القامة، لديه شعر رأس أسود غزير، ولديه شارب أسود كثيف وشعر كثيف أسود على ذقنه.


قلّب الزبير نظره هنا وهناك فرأى قائد المقاتلين الذين اصطحبوه إضافة إلى عدد منهم. أيضا رأى


رجل مهيبا يقف في الغرفة تظهر عليه علمات الجلل، ورأى أيضا عددا من الحراس ينتشرون


في القاعة. كانت الغرفة محفورة في إحدى المغارات، وقد أطلت إلى الخارج على الهواء الطلق،


حيث حُفر في الصخر عدة نوافذ امتدت طوليا مسافة طويلة من العلى إلى السفل. ووجدت في


القاعة عدة أعمدة حديدية سوداء حملت في أعلها قناديل مضاءة أنارت عتمة ذلك الليل الحالك.


بعدها أعاد الزبير نظره على الرجل الذي يجلس على العرش في آخر القاعة، وقد أدرك أنه


الملك الهارب ل محالة.

Free download pdf