اسرار البيان بين ايات القران وصفات الرحمن
إنه الأول لأنه سبحانه أوجد نفسه بنفسه، بل هو واجب
الوجود بذاته، غني عن غيره، وكل موجود بعده إنما وجد
بإيجاده، وكل كائن قام بمدده وعنايته.
فما من موجود إلا وهو مفتقر إليه، وما من حادث إلا وهو
قائم به، فهو المبدئ الذي لا مبدأ لوجوده، وهو الغني الذي لا
يستمد من أحد، بل كل شيء يستمد منه.
وهو الآخر، لأنه الباقي بعد فناء الخلق أجمعين، فإذا انقضت
الدنيا بما فيها، واضمحل كل مخلوق وموجود، لم يبق إلا الله
جل جلاله، وحده لا شريك له، كما قال في كتابه الكريم: {كل
من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.