laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
بعد الحرب الثانية ضد جيش الهيجاء، عادت قبائل الكثبة فورا إلى ديارهم القديمة في صحراء
الكثبة والتي تحررت كاملة. تلك الديار امتازت بجمال البناء والفخامة رغم كونها في الصحراء.
وبعد حفل تتويج الملك قصي بمدة، استأذنه الزبير – الوزير الول – بأن يزور ديار قبيلته في
الكثبة، فوافق الملك.
توجه الزبير هناك والتقى أهله ومنهم سهيل، وسائر قبيلته، وقد فرحوا جميعا برؤيته، وتلقى
أحر الثناءات والطراءات والتعظيمات كذلك، بعد كل ما فعله.
سر الزبير بهذا الستقبال الحار سرورا عظيما، وسرعان ما أرسل في طلب شيوخ قبائل الكثبة
الخاضعين له جميعهم.
بدأ قادة القبائل وكبار أهلها بالقدوم إلى أراضي قبيلة السد، وجعل الزبير يستقبلهم بحفاوة ل
مثيل لها، وأكرم ضيافتهم في ديار قبيلة السد.
وظل الزبير يولم لهم ما لذ وطاب من الطعام، ويقدم لهم ما تشتهيه النفس من الشراب، ليام
كثيرة. كما أنه أرسل لكل قائد قبيلة الكثير من المال والهدايا والخدم، فقد أصبح الزبير يمتلك كثيرا
من المال، بعد تحرير البقاء وما تبعه من تنصيبه وزيرا أول، وقربه الشديد من الملك.
وبعد أن اجتمع قادة القبائل جميعهم، دعاهم الزبير ودعا أفراد قبيلته إلى بناء كبير في أرض
قبيلة السد، معد لستقبال الضيوف والجتماعات. احتوى البناء قاعة ضخمة اتسعت لعدد هائل
من الحضور، ووجدت فيها كراسي فخمة مصنوعة من الخشب الباهظ، وكان بناؤها من الداخل
والخارج جميل. وهذا أمر أثار العجب، لناس يسكنون الصحراء، لكن السد منذ أيام الشيخ عامر
امتازوا بثراء فاحش، فاق ثراء كثير من أثرياء المدن.
تبادل الحاضرون التحايا والسلم وكثيرا من الحديث، وهم يستمتعون بما يضيفه الخدم لهم.
وبعد مدة، قال الزبير: يا قوم.
فأنصت الجميع للرجل الذي مل قلوبهم – بل استثناء – مهابة وتوقيرا.
أكمل الزبير: إني فخور بكم منذ بداية الثورة الخالدة لتحرير البقاء، والتي بدأت بكم واعتمدت
عليكم وانتهت بنجاح بكم... إني فخور أعظم فخر أنني واحد منكم... وما زاد فخري حتى بلغ عنان
السماء، أنكم قبلتم بي - أنا أخيكم – سيدا لكم، ول أزكي نفسي على أحد منكم.
كان الزبير داهية، وأجاد جيدا كسب قلوب الجماهير ومن يهتم بأن يتبعوه، وقد أسعد كلّ
الحاضرين كلمُه.
قال أحد قادة القبائل: بل أنت خيرنا، أيها الزبير، بل وخير رجال البقاء أجمعها.
فطفق عدد من الحاضرين يثنون على الرجل ويؤكدون كلمه.