laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
التساع بأكملها منطلقا من العدم والسراب؛ فهو الفقير المستضعف الذي أتى مما تبقى من بادية
قاحلة. وبعد هذا كله، أتى التعظيم من أشخاص عظماء في المجتمع فمن أعظم من أمين وسمية
والمغيرة وحورية وأمين؟! ثم أتى من أهالي الممالك الثلث التي قاتلت في حربي تحرير البقاء، بل
وحتى من أهالي الممالك الخرى التي وصلتهم حكاية الزبير السطورية. والهم من كل ما سبق،
أن الملك قصيا – الذي يفترض أنه أعظم رجل في المملكة كلها – عظم الزبير أيما تعظيم.
واستمر هذا كله من هؤلء جميعا ولفترة طويلة، وتعاظم أكثر وأكثر مع مرور الزمن، وبزخم
أكبر من المقربين من الزبير كقيس.
كل هذا جعله يعتقد أنه أعظم رجل في الممالك الثلث بل في التاريخ كله، وحتى أعظم من جده
الذي لطالما قدسه، وكان ذات يوم يراه العظم على الطلق.
جنون العظمة هذا اختلط بطموح ولد منذ ميلد الزبير، وظل يزداد مع مرور الزمن ويكبر،
كالنار بعد أن تشتعل في حقل واسع ل حدود له.
جنون العظمة والطموح هذان اختلطا بأمر ثالث، وهو شعوره بأنه يستحق التكريم على كل ما
فعله إبان الثورة، وأنه هو الذي زرع؛ ولذا هو من يستحق أن يجني الثمار ل غيره كالملك الهارب.
هذه المور الثلثة شكلت خلطة، خلطت بدورها عقل الزبير، وجعلته يقرر النقلب على الملك
وفعل كل ما فعله.
وساعد على ذلك تشجيع قيس والداهية وكل من أخبرهم من أهل الكثبة له، عندما أسر لهم بخطة
النقلب؛ فقد أيدوه وقالوا له إنهم معه حتى النهاية، حتى لو أودت الخطة إلى التهلكة والموت.
ولكن كيف فعل هذا وهو يحب الملك وكل من آذاهم أقصى محبة؟!
أجاب الزبير عن ذلك عندما حادث نفسه: "بما أنني قتلت أغلى الناس على قلبي، أخي دريدا،
فلن أوفر أحدا أخر إذا وقف أمام طموحاتي لحقا. الحياة ل بد فيها من التضحيات، والعظماء ل بد
وأن يدوسوا على قلوبهم؛ لتحقيق أحلمهم العظيمات وقدرهم الذي قرره ال لهم!"
ولذا قبل ما يزيد على العام تقريبا من النقلب، طفق الزبير ومن معه يعدون - بتركيز وتروّ
وصبر- لكل خطوة من خطوات الخطة من أصغرها وأتفهها إلى أكبرها.
وقد اختار الزبير موعد الغتيال، في فترة يكون فيها المير ريان في البقاء، وليس مسافرا
كعادته، كي يتمكن من اغتياله، لكن الرياح لم تأتِ بما تشتهيه سفينة الزبير، عندما رفض الملك
قصي وابنه المير قدوم الخير لحفل التكريم.
"كيف أقنع الزبير حارسين من حراس الملك بخيانته؟!" والجابة أن الزبير قبل عام تقريبا من
اغتيال الملك، طلب من الخير معروفا، وهو أن يعين ابني خال الزبير حارسين للخير، فوافق
الملك، دون أن يعلم أنهما يخططان مع الزبير لغتياله.
***