رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

أما القرار الخطر والكثر إذهال، فهو أن أي رجل يقتل المير ريانا فله نصف خزينة الدولة!


شكل هذا مبلغا ضخما جدا جدا، لكن قرار الزبير دل على ذكائه؛ لن المير هو التهديد الوحيد –


آنئذ – لعرش الزبير.


وأعلن الزبير أن أي رجل يعصيه، فمصيره القتل فورا ل السجن. وأي قبيلة تنقلب عليه، فكل


رجالها يقتلون وتسبى كل نسائها وأطفالها دون استثناء، ويفرض على مدينة القبيلة أو منطقتها


تضييق مالي وتجاري. وأي رجل يذكر الزبير بسوء، يسجن مدى الحياة!


هذه القرارات اتسمت بأنها جنونية، لكن كان ل بد منها. فانقلب مثل الذي أنجزه، وبالطريقة


التي أنجزه بها، خصوصا أنه ضد ملك أدمن الشعب عشقه، توجب القمع والعنف والقسوة للسيطرة


على البلد، ومنع القلقل والفتن.


وقرر الزبير فرض ضرائب باهظة على الغنياء في مملكته، ووضع فكرة قد ينفذها مستقبل،


وهي فرض جزية على المملكتين المجاورتين وإل فإنه سيغزوهما، وكل هذا تعويض لما سينفقه


من خزائن الدولة على من يطيعونه.


صحيح أنه بقراراته هذه ضحى بكثير من الموال، ولكن هذا ل ينفي أنه بحث عن المال أيضا


كما بحث عن السلطة – ولو بدرجة أقل -. ولكنه اعتاد على حياة صعبة في عقر الصحاري،


وسيسعد بعُشْرِ ما وجد لدى الملك الهارب وآله الذين اعتادوا أضعافا من الترف مقارنة بالزبير


وعائلته. كما أن الزبير سيعوض لحقا كل ما سيخسره من خزينة الدولة على تثبيت أركان حكمه،


من خلل السيطرة على أموال وممتلكات الملك الهارب وكل آله – وما أكثرهم – وسيبيع كل


قصور الملك الهارب وآله - باستثناء قصر الضيغم -.


كما أعلن الزبير تعيين قيس نائبا للملك، وقائدا عاما للجيش، في حين كان الزبير القائد العلى


للجيش.


وبعد ذلك، بات العامة يلقبون الزبير بالملك ذي الندب، بسبب الندب الذي في وجهه، وبات


التكريم - الذي تم فيه تصفية خصوم الزبير - يعرف لديهم بالتكريم السود.


***


بدأت النهيارات بالجيش، والنقلبات والنشقاقات، وسيطر القادة المنتمون لقبائل الكثبة أو


الموالون الخرون للزبير على الغالبية العظمى من الجيش، ولم يبق سوى قلة قليلة من القادة


الموالين للملك الهارب، والذين تم قتلهم أو التنكيل بهم، في حين فر بعضهم. وهكذا أضحت الغالبية


العظمى من الجيش تدين بالولء للزبير.


وقد فر عدد من القادة الموالين للملك الهارب والذين بقوا أحياء بحياتهم. وسرعان ما هرع عدد


منهم باتجاه بحران؛ لعلم المير ريان بما حدث، وتحذيره من شرور الزبير. ولما وصل أول


واحد منهم بحران ودخل قصر المير، طلب لقاءه على الفور لعلمه بأمر جلل.

Free download pdf