رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

خرج المير ريان ومعه مستشاره وصديقه المير عماد للقاء القائد في إحدى شرفات القصر


الواسعة، التي أطلت من بعيد على منظر البحر الرمادي الخلب حيث عانقت زرقة مياه البحر


الصافية زرقة السماء الصافية. منظر خلب، على العكس تماما مما حمله القائد للمير ريان من


أنباء.


وانتشر الحرس في المكان.


"أهل، بك بيننا" قال المير ريان فورا.


نظر القائد بحزن عميق إلى الرض، وظهر كما لو أنه طفل في الخامسة من عمره شاهد أمرا


مفزعا ل يحتمله الطفال، إذ ظهر الخوف والرتباك واضحين على محياه، رغم أن بنيته الجسدية


اتسمت بالقوة الهائلة، ل سيما مع عضلته المفتولة وصدره المنفوخ من ضخم عضلته، مما بين


للمير أن أمرا جلل بالفعل قد حدث.


صمت القائد؛ مما دفع المير ليحفزه على الكلم: ما بك؟! ماذا هنالك؟! ماذا حدث؟!


ظل القائد يحدق في الرض، وبدأ عرقه يسيل بغزارة - من عظم عبء ما يحمله – عندما شرع


قائل: سيدي...


عاود الصمت.


فبدأ الشك يساور المير الذي قال: ما بك، يا رجل؟! أنت قائد عظيم في الجيش، فكيف ترتبك


من أمر ما حدث؟! أيا يكن ما حدث، فإنه لن يكون هائل لدرجة إفزاع رجل مثلك.


المير المسكين لم يكن يعرف ما الذي حدث، وأنه كفيل لفزاع جيش هائل ل مجرد فرد ولو


قائدا في الجيش.


"بلى هو كذلك" قال القائد، وأكمل: مولي، أنا آسف لما سأقوله...


بدأ الرتباك يجتاح المير، بينما أكمل القائد: أنا آسف لنني أنا من سينقل الخبار إليك... لكن


ذلك حفاظا على حياتك...


عندها تسارعت دقات قلب المير، وشك أن أمرا ما حدث في المعتزة، فحفز القائد بحزم:


أخبرني بسرعة ما الذي حدث!


فقال الرجل: الزبير انقلب على جللة الملك...


تسارعت أنفاس القائد، ثم أغمض عينيه وقال بسرعة أصعب ما نطق به في حياته: واغتاله


واغتال الملكة والميرة شقيقتك والقائد جاسما وابنه القائد عاصما.


فتح المير ريان عينيه على أقصى اتساعهما ولم يصدق ما سمعه، ووقف لمدة طويلة على هذا


الحال، دون أن يرمش، في حين اجتاح شعور غريب من الفزع صدره.

Free download pdf